تتداول أوساط عدّة في طرابلس رواية تفيد بأن أحد المرشحين الثلاثة لرئاسة بلدية طرابلس، عبد الرحمن الثمين وعزام عويضة وعمر الحلاب، الذين حصر الرئيس نجيب ميقاتي بهم التنافس على رئاسة البلدية، جال على شخصيات المدينة مستطلعاً مواقفها، فطلب منه هؤلاء إعداد لائحة بأسماء من سيشكلون فريق عمله البلدي. وتضيف الرواية أن المرشح أعدّ اللائحة، مفترضاً أنه لن يواجه اعتراضاً، بناءً على المواقف المتكررة للقوى السياسية بترك اختيار أعضاء البلدية للرئيس المقبل. لكنه، وفق الرواية، فوجئ لدى عرض لائحته على هذه القوى بأنّ كلاً منها طلب منه شطب أسماء معينة لينتهي الأمر به بلائحة غير تلك التي كان قد وضعها!
وبصرف النظر عن مدى دقة هذه الرواية، إلا أنها تشير إلى أن التوافق البلدي والتحالفات التي رُوّج لها سابقاً ليست سوى فقاعة صابون وحبر على ورق، وأن كل الأطراف تُعدّ نفسها لانتخابات على مقاسها، وبما يناسب مصالحها. وجاء استقبال الرئيس سعد الحريري النائب محمد الصفدي، في وادي أبو جميل أول من أمس، وهو اللقاء الثاني بينهما في الآونة الأخيرة، ليشير إلى أن ثمّة "تحالفاً بات قائماً بينهما في الانتخابات البلدية"، وفق مصادر سياسية متابعة. فيما تؤكد مصادر في تيار المستقبل أن إحياء التحالف الذي كان قائماً قبل مشاركة الصفدي في حكومة ميقاتي، "بات ناجزاً، وهناك رهان على استمالة الوزير السابق فيصل كرامي إليه، وكذلك الجماعة الإسلامية، لتطويق ميقاتي". وتذهب المصادر المستقبلية أكثر من ذلك، إذ تتوقع أن يدفع التحالف المستجدّ بين الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الناخبين المسيحيين الذين يمون عليهم فرنجية في طرابلس والميناء إلى تأييد هذا التحالف، فضلاً عن "مونة" فرنجية وكرامي على الناخبين العلويين في طرابلس، بما يعزز وضع هذا التحالف.
في المقابل، تشدد أوساط قريبة من ميقاتي على أنه "ليس في موقع الضعيف أو المستفرد أو المهدد بالخسارة مسبقاً"، وأنه "يرى في ضعف قوة الحريري هذه الفترة فرصة لن تتكرر لإنزال هزيمة به في طرابلس، إذا قرر الأخير خوض معركة". وتلفت المصادر إلى أن "قبول الأطراف السياسية الأخرى بشروطه، ومنها اختيار واحد من الأسماء الثلاثة التي رشحها لرئاسة بلدية طرابلس، فضلاً عن إعطائه رئاسة بلدية الميناء، والقبول بالتوافق البلدي وفق رؤيته هو، وحدها يمكن أن تجعله يمتنع عن خوض انتخابات في طرابلس بمواجهة تيار المستقبل، وإلا فإنه جاهز لها".
وإلى حين اتضاح صورة الوضع في ضوء الاتصالات واللقاءات الجارية، كشفت مصادر سياسية مطلعة أن "المفاوضات الجدّية حول انتخابات بلدية طرابلس تجري في مكان آخر، وتتناول مواضيع مختلفة عن تلك المعلنة، لأن القوى السياسية والمالية النافذة تسعى للإتيان برئيس وأعضاء بلدية مطواعين، تكون إحدى أبرز مهماتهم مستقبلاً أن يوافقوا على إقرار مشاريع ردم البحر عند الشاطئ الجنوبي لمدينة طرابلس لإقامة مشاريع سياحية وتجارية خاصة، كان المجلس البلدي السابق قد رفضها، وأن أصحاب هذه المشاريع هم متمولون مقربون من الرئيسين الحريري وفؤاد السنيورة.