في برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت يوم 14 تموز 2006 (ستنشر على الموقع لاحقاً)، قال السفير جيفري فيلتمان إن «الأزمة» العميقة التي وجد لبنان نفسه فيها نتيجة أعمال حزب الله «المشينة»، ربما تحمل بعض التأثيرات الجانبية القابلة للاستخدام. يضيف فيلتمان أن أفضل ما يمكن تحقيقه هو إجبار «ميشال عون، بضغط من الرأي العام، على إعادة النظر في حلفه غير المناسب مع حزب الله». ويقول فيلتمان إن الرئيس فؤاد السنيورة أخذ المبادرة واتصل بعون مرتين خلال «الأزمة»، ووضعه في أجواء ما يجري، طالباً دعمه.
وأعاد فيلتمان مبادرة السنيورة إلى كونه يعتقد بوجود احتمال لإعادة ترتيب العلاقة مع عون. وختم فيلتمان ملاحظته بالقول: «كم سيكون بديعاً لو أن الأزمة الحالية تؤدي إلى وضع عون أمام خيارين: إما أن يبقى ملتصقاً بحزب الله ويخسر الدعم المسيحي، أو أن ينقل تحالفه إلى قوى 14 آذار، وتالياً، حَشْر حزب الله في الزاوية».

■ ■ ■

في برقية صادرة يوم 18 تموز 2006 ، يرجح فيلتمان أن يكون عون «بالتأكيد، أحد الخاسرين في الصراع الجاري». وبرأي السفير، سيكون من «المثير» أن يرى عون أن «الحسابات الخاطئة» التي أجراها يوم 6 شباط (وثيقة التفاهم مع حزب الله)، «ستؤدي إلى تبخره كقوة سياسية في لبنان»، أو أن يحاول إعادة التقاط «بخاره السياسي» من خلال بناء تحالف مع مع قوى 14 آذار. أضاف فيلتمان: «من جانبنا، نحن نحافظ على التواصل مع مستشاريه الأقربين، لكننا نترك الجنرال وحيداً. نظرياً، لا أحد يزوره في هذه الأيام، وهذا سيمنحه الوقت الكامل للتفكير بالقرارات التي اتخذها سابقاً، وتلك التي يحتاج إلى اتخاذها». لكن فيلتمان عاد وزار عون بعد 12 يوماً، ليعبّر عن خيبة أمل من راهنوا على ابتعاده عن حزب الله. (06BEIRUT2508)

■ ■ ■

شكا رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الوطني الحاكم (سابقاً)، عبد الأحد جمال الدين، خلال اجتماع مع أحد المسؤولين السياسيين في السفارة الأميركية لدى القاهرة، في 2 آب 2006 [06CAIRO4760]، عجزه عن الدفاع عن الولايات المتحدة وسياساتها بسبب حرب لبنان. وقال «أنا غاضب ومحرَج إزاء السياسة الأميركية. أنا صديق للولايات المتحدة، لكنني أصبحتُ عاجزاً عن الدفاع عنكم أمام المصريين. أين هو الوسيط النزيه؟ لماذا تبخّرت مبادئكم وحسّكم بالعدالة؟ أنتم تلحقون الأذى بأصدقائكم في الشرق الأوسط، لا بأنفسكم فحسب». وتابع جمال الدين «من مصلحة الجميع – الولايات المتحدة وإسرائيل والعرب الذين يدعمونكم – أن تغيّروا مقاربتكم فوراً».

■ ■ ■

حذّر رئيس الموظفين في الجامعة العربية، هشام يوسف، في لقاء مع أحد المسؤولين السياسيين في السفارة الأميركية لدى القاهرة، بتاريخ 2 آب 2006 [06CAIRO4782]، من ارتفاع شعبية حزب الله مع مرور أيام الحرب، بالإضافة إلى زيادة الغضب إزاء الولايات المتحدة، بدليل أن 120 نائباً مصرياً نظّموا، في 1 آب، مسيرة دعم لحزب الله أمام مقر الجامعة في القاهرة. وخاطب يوسف، المسؤول الأميركي بالقول: «إنّ تأييد الشارع العربي لحزب الله و(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله يزداد، وعليكم أن تتّعظوا من ذلك، وأنتم جعلتم من حزب الله بطلاً في الشارع العربي». وأشار يوسف إلى أنّ «مشكلة حزب الله – إيران يمكنها الانتظار، لكن لا يمكنكم السماح لإسرائيل بتدمير لبنان»، لافتاً إلى أن عجز واشنطن عن الضغط على إسرائيل أدّى إلى خسارتها حلفاءها وأصدقاءها في المنطقة وأبعد من المنطقة». ويظهر هشام يوسف كمصدر دائم للمعلومات بالنسبة للدبلوماسيين الأميركيين، بدليل أنه يعدهم بإبلاغهم بمضمون أحد اجتماعات الجامعة العربية، مثلما تكشفه إحدى وثقائق 20 آب 2006 [06CAIRO5207] حول إعادة إعمار لبنان.