خاص بالموقع- رغم الدعوات المستمرة للمجلس العسكري المصري بالكشف عن مصير الرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك وأسرته في شرم الشيخ، إلا أن المجلس لم يعلن بصراحة كيف يحيا الرئيس السابق وأفراد عائلته، وما هو مصير الدعاوى القضائية التي رُفعت عليه في الفترة السابقة، بخلاف تأييد قرار التحفظ على أمواله. السؤال الآن عن محاكمة مبارك سياسياً؟ لا إجابات مقنعة رغم كثرة الأسئلة والحديث عن وجود أصابع لمبارك في إدارة بعض شؤون البلاد، ما يعني أن الثورة المضادة تعيد شحن محركها من جديد للانقضاض على الثورة وتشتيت انتباه الثوار الذين يخوضون في هذه الأيام
معركة تعديل بعض مواد الدستور.
شبح مبارك ظهر خلال الأسبوع الماضي أكثر من مرة، أهمها كانت في صوت رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، زكريا عزمي، عندما خرج على الناس فى برنامج تلفزيوني، بعد طول رفض للظهور في الفضائيات خلال حكم مبارك. وأعلن عزمي بقاءه في قصر العروبة وممارسة مهمات وظيفته في مؤسسة الرئاسة، بناءً على طلب المجلس العسكري، وهو التصريح الذي لاقى استهجاناً من قطاعات واسعة من المصريين.
هذا الظهور المفاجئ لعزمي كشف إلى أي حد يتحرك فلول نظام مبارك؟ وكيف أن وجودهم معناه إبقاء رموز كانت تشارك بمجهود وافر في إفساد الحياة السياسية أثناء حكم الرئيس السابق.
وثمة مقولات بأن المجلس العسكري غضب من إعلان استمرار عزمي، الذي بدا فيه أن الجيش يحمي حاشية مبارك. هذا ما قد يسرّع في محاكمة أقوى رجال مبارك وأقربهم إلى أذنه.
الظهور الثاني لشبح الرئيس، كان من خلال الأمين العام للحزب الوطني، محمد رجب، الذي دعا أعضاء الحزب إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع والاستفتاء بـ«نعم» على التعديلات الدستورية، تزامناً مع أنباء عن تقديم الرجل لاستقالته أو فصله من الحزب.
هذا الظهور المريب لأمين الحزب في الإعلام بعد تورط عدد من قيادات الحزب في التحريض وتمويل «موقعة الجمل»، يغذي الشعور العام لدى عدد كبير من المصريين بأن شبح مبارك لا يزال حاضراً في قصر العروبة رغم وجوده في شرم الشيخ. وربما حديث جنرالات المجلس العسكري عن قانونية وجود عزمي في قصر الرئاسة والتصريح له بالمضي قدماً كانا عاملاً إضافياً في خلق حالة من التوجس والريبة حول ظهور الرئيس السابق من جديد على مسرح الأحداث.