مع تطوّر الأحداث في البحرين على خلفية دخول قوات خليجية تحت مظلة «درع الجزيرة»، كانت أولى طلائعها سعودية، عمدت معظم الصحف الخليجية إلى التريّث وعدم إطلاق مواقف حادة، معتمدة على التغطية التقليدية للحدث، أي تلك المهنية التي تستند إلى وكالات الأنباء وكتابة الحدث بسياقه القصصي، باستثناء بعض التدخلات. إلا أن صحيفة «الوطن» السعودية تكفلت بحمل وزر «الموقف السياسي» المباشر، وعمدت إلى مخاطبة إيران مباشرة، معلنة بشفافية مطلقة ماهية دخول قوات خليجية إلى البحرين. وقالت الصحيفة «يخطئ كثيراً السياسي القابع على الضفة الشرقية من الخليج العربي لا الفارسي، إن كان يعتقد أن دول مجلس التعاون ستقف مكتوفة الأيدي عن تدخلاته السافرة في الشأن البحريني. وحين نقول الشأن البحريني، فإن على إيران أن تفهم جيداً أن هذه الجملة تعني الشأن الخليجي. وما أنشئت منظومة مجلس التعاون بمفهومها السياسي والعسكري إلا من أجل وحدة هذا الخليج والدفاع عنه في وجه كل ما يهدد أمن واستقرار مواطنيه».
وتطرقت الصحيفة إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي قال إن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي حيال إرسال قوات سعودية إلى البحرين، مشيرة إلى أن القوات ليست سعودية بل من جميع دول المجلس. وتابعت «لكنها محاولة للّعب مع الكبار. ومن ثنايا تصريح صالحي نتساءل: هل هذا اعتراف بأن إيران تسرح وتمرح في المشهد البحريني منذ زمن، وحين دقت ساعة الحسم انتفضت سياستها الخارجية من أجل قلب الطاولة؟ يبدو أن الدعم، لا التدخل، الخليجي المشروع أثار حفيظة إيران. وإلا فلماذا تلوّح الآن بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وكأن ذلك التدخل الإيراني في البحرين أمر جديد تماماً، أو ردة فعل على تدخل خليجي في إحدى محافظاتها؟».
وانتقلت الصحيفة إلى الحديث عن علاقة المعارضة البحرينية بالجمهورية الاسلامية، معتبرة أن التصريحات الصادرة عن بعض أعضاء جمعية «الوفاق» وبعض المعارضين تقدّم إثباتاً إضافياً مقلقاً عن مدى «الاستلاب الإيراني لهويات بعض من يدّعون بحرينيتهم بالجنسية، بينما الروح معلقة في طهران».
ثم عمدت «الوطن» إلى شرح تطوّر الوضع الميداني في البحرين، مشيرة إلى أن «حكومة البحرين قطعت شوطاً كبيراً في احتواء الموقف بما يرضي المحتجين، وحين بدأت الأمور تسير في طريق الاستقرار والتفاهم، تفجر الشارع بلا مطالبات حقيقية، ما دفع البحرين إلى طلب الدعم من دول المجلس. المسألة أصبحت واضحة، هناك من يعبث بأمن البلاد ويغيظه أن تتفق الحكومة مع شعبها على حوار وطني...».
من جهتها، كتبت صحيفة «السياسة» الكويتية تحت عنوان «إيران تهدّد بعدم الوقوف مكتوفة الأيدي... درع الجزيرة تلبّي نداء البحرين»، أنه «انطلاقاً من مبدأ وحدة المصير وترابط أمن دول مجلس التعاون ووقوفها صفاً واحداً في مواجهة أي خطر تتعرض له أي منها، وصلت إلى البحرين طلائع قوات درع الجزيرة نظراً لما تشهده المملكة من أحداث مؤسفة تزعزع الأمن، فيما برز تدخل سافر من إيران التي أعلنت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما زعمت أنه تدخل سعودي لإبادة الشيعة».
صحيفة «القبس» الكويتية شككت أيضاً في نوايا المعارضة البحرينية، مستخدمة أسلوباً أقل حدة، وكتبت «المنامة كانت أكثر قدرة على التقاط إشارة المطالب الشعبية. إلا أن تعنّت أقلية سياسية يحاول البعض أن يلبسها عباءة طائفية ليقوّض الدولة من الداخل، هو ما جعل الأمور تأخذ المنحى الخطير الذي لن تقبله الغالبية الشيعية البحرينية قبل أي طائفة أخرى. وهذا هو الرد على معارضة متطرفة ليست سوى أقلية تمارس الإرهاب في كل أشكاله».
(الأخبار)