الزعيم الليبي معمر القذافي أعلن يوماً أنه لا مشكلة ثنائية بين ليبيا والولايات المتحدة، وأن العلاقات بين البلدين «جيدة وممتازة وعلاقة الند للند...». تصريح تلى الانفراجة بين البلدين، بعد نحو 40 عاماً من العداوة. انفراجة عنت عودة العلاقات الثنائية على جميع المقاييس، وخصوصاً الدبلوماسية، التي تمثلت في تعيين جين كريتز سفيراً للولايات المتحدة في ليبيا. غير أن وجود كريتز أسهم أخيراً في توتير العلاقات بين البلدين، ولا سيما بعد تسريبات «ويكيليكس» المنسوبة إليه.
«ويكيليكس» تجاوزت الخط الأحمر حين قالت إحدى البرقيات، التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلاً عن كريتز، إن «القذافي الذي يحكم ليبيا منذ أكثر من 40 عاماً، يعتمد بشدة على طاقم من أربع ممرضات أوكرانيات، بينهن واحدة وُصفت بأنها شقراء مثيرة للحواس».
ويبدو أن هذه الشقراء كانت خلف استياء القذافي، من دون أن يُعلن هذا الأمر جهاراً. وكانت النتيجة أن أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، أن كريتز موجود حالياً في واشنطن للتشاور معه بشأن عودته إلى طرابلس، موضحاً أن المشاورات «ستتضمن العلاقة الأميركية الحالية مع طرابلس، كذلك ستقوّم دوره في المستقبل». ولفت إلى قلق الولايات المتحدة بشأن «التأثير الممكن لتسريبات ويكيليكس على العلاقات الأميركية عموماً مع الدولة، أو على علاقة السفير مع الحكومة التي يتعامل معها».
وكان واضحاً تشديد كراولي على أهمية العلاقات بين البلدين، قائلاً إن «لدينا علاقات في تحسّن مع ليبيا، وهي علاقة مهمة جداً بالنسبة إلى الولايات المتحدة».
ويبدو أن واشنطن مصرّة على الحفاظ على العلاقات بين البلدين، حتى لو اضطرت إلى استبدال سفيرها. ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن بلاده قد تستبدل كريتز. وأضاف أن الطرف الليبي «عبّر عن قلقه بشأن تسريبات ويكيليكس».
تدرك الولايات المتحدة الخطوط الحمر التي يجب عدم تجاوزها في كل بلد، ما يشير إلى عزمها على احتواء المشكلة مع ليبيا حتى لو اضطرت إلى استبدال سفيرها، بحجة عدم رضاها عن أدائه. حينها قد يبتسم القذافي مجدداً في وجه الأوكرانية الشقراء.
(الأخبار)