بعد ايام على زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الى الجولان السوري المحتل، وحديثه عن احتمال الدخول في المعركة إن تطلّب الامر ذلك، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية، أمس، وجود «احتمال كبير» لشن جهات معادية «هجمات مهمة»، على طول الحدود مع سوريا.وفي حديث مع موقع NRG العبري، قال ضابط رفيع في فرقة «هبشان» المنتشرة على طول الحدود في الجولان، العقيد اوهاد نجمة، إن الوضع على الحدود مقلق، والطبيعة الجغرافية للمنطقة تسمح بشن هجمات، اذ لدينا طرقات قريبة من السياج الحدودي، مع امكان «انزلاق» القتال الدائر في الجانب السوري من الحدود باتجاه اسرائيل، ضمن سيناريو تسلل الى المستوطنات القريبة لتنفيذ عمليات.
وحول الفرضيات المثارة لدى الجيش الاسرائيلي، أشار الضابط إلى أنّ «بإمكانهم (المسلحون) نقل سيارات مفخخة وبسرعة قياسية باتجاه الحدود، وذلك دون أي انذار مسبق، وأنا لن أُفاجَأ اذا حدث ذلك الان، لأن حادثاً كهذا قد يحدث بلا مقدمات، وعلينا أن نكون جاهزين للتحرك بسرعة».
وقال نجمة، إنهم في الجيش الاسرائيلي، برغم ذلك، يأملون أن تكون السياسة المتبعة منذ سنوات، والمتمثلة بالرد على اي خرق للهدوء ولاطلاق النار باتجاه إسرائيل، حتى وإن كان غير مقصود، قد فعل فعله لدى الطرف الاخر وأدركوا ان كل حادث سيُرد عليه عسكرياً.
مع ذلك، اكد الضابط أن تقدير نيات الاطراف الموجودة على الساحة السورية، والمنتشرة بالقرب من الحدود، أمر صعب جداَ، إذ لدى الجيش الاسرائيلي آليات لاتخاذ القرارات وآليات لتنفيذها، أما في الجانب الثاني من الحدود، فلا الية متبعة لاتخاذ القرارات، ومن المرجح ان يحدث شيء غير متوقع لأن الفوضى كبيرة هناك، ولا تعرف بالضبط من هو القائد الذي يخطط، ما يعني ان علينا ان نكون مستعدين لمواجهة أي سيناريو محتمل.
ولفت إلى أنّ هذه المنطقة تمر بفترة تغيير، ومن غير المعلوم مسبقاً ما الذي سيحدث هنا نتيجة هذا التغيير، و«انا غير قادر على التنبؤ بالمستقبل، وكيف ستتأثر الحدود وما هي الاثمان التي ستدفع، وإن كل ذلك سيؤدي الى مواجهة معنا».
مع ذلك، أكد الضابط ان المواجهات والمعارك العنيفة تراجعت في اذار الماضي بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار في سوريا، لكن من غير المعلوم الى متى يصمد ذلك. واضاف «رغم ان القتال بين المتمردين والجيش السوري تراجع في هذه المنطقة، الا ان القتال ما زال مستمراً بين المتمردين انفسهم».