يبدو أن لغة تصفية الحسابات عادت إلى الواجهة مجدداً في عرسال، لتعيد معها البلدة إلى صدارة الأحداث. تفجير استهدف مكتب الهيئة الشرعية لعلماء القلمون، في حي السبيل عند أطراف بلدة عرسال، وأدى إلى مقتل عدد من مشايخ القلمون وآخرين بالقرب من مكتب الهيئة.
الانفجار دوّى قرابة الواحدة إلا ربعاً بعد ظهر أمس، في مكتب يعرف لدى أبناء بلدة عرسال بأنه مكتب «الهيئة الشرعية لعلماء القلمون» التابع لتنظيم «جبهة النصرة»، بالقرب من محطة «مرزوقة» ومبنى بلدية عرسال الجديد على الطريق المؤدية إلى معبر المصيدة. وخلّف الانفجار أشلاءً بشرية عند مدخل المكتب وداخله، وأدى إلى احتراق محتوياته.
الروايات اختلفت حول ماهية الانفجار، إذ تحدثت معلومات عن تفجير سيارة مفخخة عند مدخل المكتب، وأخرى عن عبوة زرعت داخله. إلا أن مصادر أمنية رجّحت لـ»الأخبار» أن يكون الانفجار ناجماً عن دراجة نارية مفخخة، لكن «من غير المؤكد ما إذا كان فجّرها انتحاري، أو أنها فُجّرت عن بعد عند مدخل مكتب الهيئة الشرعية، لتستهدف اجتماعاً دورياً لمشايخ هيئة علماء القلمون، ما أدّى الى مقتل ستة أشخاص بينهم امرأة تعمل في المكتب.

مصادر عرسالية
أكدت فرضية
الدراجة المفخخة مع انتحاري


مصادر عرسالية أكدت لـ»الأخبار» فرضية الدراجة المفخخة مع انتحاري بالنظر إلى «الأشلاء البشرية الصغيرة المتناثرة خارج المكتب، والتي عثر على بعضها على مسافة تزيد على 30 متراً من مكان التفجير»، فضلاً عن عدد القتلى الذي بلغ «ستة خارج المكتب وخمسة داخله، وأكثر من عشرة جرحى توزعوا على مستشفى مصطفى الحجيري (أبو طاقية) وغيره من المستشفيات الميدانية في عرسال. وعلمت «الأخبار» أن القتلى هم مشايخ الهيئة الشرعية لعلماء القلمون: أبو شامل، وأحمد بكور المعروف بـ»أبو عائشة»، وفواز عرابي المعروف بـ»أبو الفوز»، وخالد حمود، إضافة إلى علي رشق وعمر الحلبي. وعرف من الجرحى رئيس الهيئة الشرعية لعلماء القلمون عبدالله منصور الذي تبين أن إصابته خطرة في الرأس والكتف، وعادل كلكوش وقاسم حمود.
مصادر مطلعة في عرسال وضعت ما حصل في خانة «حرب التصفيات» التي تدور رحاها منذ أشهر بين عناصر تنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة»، سواء داخل أحياء عرسال أو في خراج جرودها، مستندة في معلوماتها إلى «دقة الإعداد والتنفيذ» للتفجير، وإلى مواقف الشيخ عبدالله منصور المتعارضة مع «داعش». تفجير يوم أمس ضرب في قلب عرسال وداخل أحيائها، وأوقع عدداً من القتلى والجرحى، وأثار في الوقت عينه قلق أبناء البلدة من تفاقم «الحرب» بين «داعش» و»النصرة» داخل البلدة، وأثار تساؤلات حول ماهية ردّ فعل «جبهة النصرة» على التفجير، خصوصاً أنه استهدف «الشرعيين» الأقرب إلى أميرها في عرسال والقلمون «أبو مالك التلي»، وما إذا كان سيتم استهداف أماكن وعناصر لـ«داعش» في عرسال وجرودها باغتيالات أو تفجيرات.