لا يزال ريف حمص الشرقي في واجهة المشهد الميداني السوري. فبعد أن سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على مدينة تدمر، وبعد محاولته التوسّع في محيطها، واصل معركته تجاه مدينة القريتين حيث يتقدم من محاور عدة.
وبدأ الجيش بشقّ طريقه للدخول إلى المدينة، محقّقاً تقدّماً جديداً في محيطها. وفرضت وحدات الجيش سيطرتها على المزارع الجنوبية والنقطة 861 بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش». وتزامنت المواجهات مع غارات للطيران الحربي السوري، أدّت إلى تدمير آليات لمسلحي التنظيم في قرية البصيري وفي محيط القريتين. كذلك، دمّر الجيش 3 آليات للتنظيم، إحداها مفخخة، لدى محاولة الأخير التسلل من القريتين باتجاه نقاط الجيش في جبل الحزم الغربي، في سلسلة جبال الحزم الأوسط، غربي المدينة.
من جهتها، نقلت مواقع معارضة أن القوات الجوية الروسية المتمركزة في مطار حميميم، عززت وجودها في مطاري الشعيرات (الريف الجنوبي) وتيفور (الريف الجنوبي الشرقي)، بأربع مروحيات هجومية من طراز «mi-28»، دعماً لسرب الطوافات الروسية الهجومية «mi-24»، المتمركزة هناك منذ أشهر عدّة، وذلك في إطار عملية تحرير تدمر محيطها.
وفي ريف دمشق، وتحديداً في الغوطة الغربية، استهدفت وحدات الجيش المسلحين في محيط مزارع دروشا ومحيط مخيم خان الشيح الشرقي. أما في الغوطة الشرقية، فتستمر الاشتباكات مع مسلحي «جيش الإسلام» عند محور حرستا ــ القنطرة، في منطقة المرج.
بالتوازي، لا يزال «الاقتتال الجهادي» مستمراً في المنطقة الجنوبية، بين مسلحي «لواء الشهداء اليرموك» و«حركة المثنى الإسلامية» من جهة، و«جبهة النصرة» وحلفائها من جهة أخرى، حيث شهدت بلدة جلين، في ريف درعا الغربي، مواجهات في محاولة من «شهداء اليرموك» لتوسيع سيطرته في المنطقة.
وفي شمالي البلاد، أفادت تنسيقيات المعارضة عن هجوم مفاجئ لـ«قوات سوريا الديموقراطية (قسد)» على مدينة أعزاز، في ريف حلب الشمالي. وحاول «قسد» التقدم من الجهة الغربية للمدينة من محور حاجز الشط وفيلا القاضي، ودارت على الأثر معارك عنيفة ضد مسلحي «الحر»، وتمكن الأخير من التصدي للهجوم، حسب التنسيقيات. أما في مدينة دير الزور، فقد أغار الطيران الحربي على حيي الشيخ ياسين والكنامات، في وقتٍ ألقت فيه طائرة شحن روسية ست شحنات من المواد الغذائية والمحروقات في فوق المدينة المحاصرة.
وفي سياقٍ آخر، كشف حذيفة عزام، ابن القيادي «القاعدي» عبد الله عزّام، والمقرّب من الفصائل الإسلامية، عن مساعٍ لقائد «جيش الثوار» أبو علي برد لمبايعة «جبهة النصرة»، قبل إعلانه تحالفه مع «قوات سوريا الديموقراطية».
وقال عزام في تغريدات له على حسابه على «تويتر»، إنه بعد فرار برد إلى مناطق سيطرة «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في عفرين، بعد معارك بين «النصرة» و«جند الأقصى» من جهة، و«جبهة الثوار» من جهة أخرى، طلب برد من عزّام «التوسط بينه وبين النصرة»، إلا أن الأخيرة رفضت ذلك إضافةً إلى رفضها بقبول بيعته، وأصرّت على أن يُسلم نفسه.
(الأخبار)