علي عبد الأميروعام 2013 يطوي صفحته الأخيرة. اغتيلت نورس النعيمي المذيعة في قناة «الموصلية» لتكون العاشرة ممن اغتيلوا في محافظتها الشمالية: نينوى. وقبل اغتيال النعيمي بوقت قصير، وتحديداً في مدينة كلار التابعة لمحافظة السليمانية، اغتيل الصحافي الكردي الشاب كاوه كرمياني الذي اشتهر بمواقفه الصادمة لسلطات الفساد في إدارة السليمانية التي يسيطر عليها حزب الرئيس جلال طالباني. اغتيالان في شهر واحد دفعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف إلى مناشدة السلطات العراقية «اتخاذ جميع التدابير الضرورية للتحقيق في الجرائم ضد الصحافيين». الشهر الأخير أيضاً شهد قتلاً وحشياً للمصوّر العراقي ياسر فيصل الجميلي على يد «داعش» في إدلب في سوريا أثناء تغطيته الصراع لمصلحة وسيلة إعلامية إسبانية. كذلك قتل المذيع الرائد موفق العاني عند خروجه من «جامع الإحسان» في حي المنصور في غرب بغداد. وبعد خروجه من جامع آخر في بغداد، اغتيل الصحافي في جريدة «الجمهورية» حميد رشيد «من قبل مجموعة مسلحة». وعلى جاري بياناتها بعد كل اغتيال، نددت نقابة الصحافيين العراقيين بـ«جريمة اغتيال الصحافي حميد رشيد عباس»، معلنة بذلك رقماً جديداً على لائحة قتلى الصحافة في زمن «الحرية». أشكال التهديد لحرية التعبير تعددت في العراق عام 2013. دعت إدارة محافظة ديالى (شرق البلاد) مكتب القائد العام للقوات المسلحة الى «حسم ملف صحافي معتقل منذ أشهر هو مروان زيدان خلف الذي اعتقل من قبل قوة أمنية من دون معرفة أسباب اعتقاله». وأصيب مراسل قناة «البغدادية» في ديالى معتز جميل بجروح في تفجير انتحاري استهدف تجمعاً انتخابياً وسط بعقوبة.

وفي آذار (مارس) الماضي، عثرت شرطة كربلاء على كرار التميمي مراسل قناة «الأنبار» بعد يومين على اختطافه، تعرض خلالهما لتعذيب شديد وعانى من كسور عدة. وتعرض محمد فاضل طه المحرر في جريدة «الايام السبعة» لمحاولة اغتيال بتفجير عبوة في سيارته. كذلك تعرّضت مقار ثلاث صحف في بغداد هي «المستقبل العراقي»، «الناس»، و«الدستور» لهجمات متزامنة من قبل جماعة إسلامية متشددة تتبع رجل الدين الشيعي محمد الحسني الصرخي.
وفي أوائل العام، أعلن مصدر أمني اعتقال الصحافي الفرنسي نادر دندون لالتقاطه صوراً لمقار أمنية مهمة في جنوب العاصمة العراقية. الصحافي الذي يعمل لحساب «لوموند ديبلوماتيك» دخل أحد سجون بغداد من دون صدور أي تهمة بحقه، لكنه عومل في التحقيقات على أنّه «جاسوس». وبعد شهر على اعتقاله، أعلن نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي أنّ «القضاء العراقي أطلق سراح نادر دندون مساء بكفالة». ورغم الدعوات التي أطلقتها المنظمات الحقوقية، مضت «هيئة الإعلام والاتصالات» قدماً في قرارها تعليق تراخيص عدد من القنوات في العراق. وشمل قرار الهيئة تعليق عمل مكتب «الجزيرة» في بغداد، إضافة الى القنوات العراقية «بغداد»، «الشرقية»، «الشرقية نيوز»، «البابلية»، «صلاح الدين»، «الأنوار 2»، «التغيير»، و«الفلوجة». وأجمعت المنظمات الدولية على أنّ «قرار الحكومة العراقية ينتهك حقوق الإعلام»، مبينة أنّ المبررات التي ساقتها الحكومة لتعليق هذه القنوات مرفوضة، واصفةً الخطوة بأنّها تعدٍّ على صلاحيات القضاء، فهو وحده الذي يقرر ما إذا كانت وسائل الاعلام قد انتهكت المعايير المهنية واعتمدت على التضليل. وإثر تطبيق القرار، اعتقلت شرطة محافظة الانبار مراسل قناة «بغداد» صهيب الفهداوي ومصور القناة، مع مصور آخر لقناة «الفلوجة» أثناء محاولتهم تغطية صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام في الرمادي قبل أن تفرج عنهم بعد أخذ تعهد منهم بعدم العمل. كذلك طاردت كادر قناة «التغيير» ومراسليها في وسط البلاد وجنوبها وأجبرتهم على توقيع تعهدات مماثلة بعدم العمل.