... وفي الجولة الثالثة أُعلن اتفاق الإطار. أيام خمسة من المحادثات انتهت إلى معادلة «رابح رابح». حصل الطرفان على مبتغاهما. أرسيا أرضية حوارية تسمح لهما بخوض عملية تفاوضية تبدأ بالنووي، على أن تمتد سريعاً إلى ملفات ستة، تلخص بؤر الأزمات في المنطقة. طهران تحتفي بالانتصار. في النهاية، استطاعت بعد جهد كبير انتزاع اعتراف العالم بحقها النووي رغم أنف الغرب الذي حاول جاهداً منعها منه، فضلاً عن أنها فعلت ذلك في ظل وحدة وطنية استمات في مساعيه إلى تصديعها. وواشنطن ترحب، لكن بحذر. ما جرى بالنسبة إليها ليس سوى خطوة أولى دونها الكثير من العقبات. صحيح أنها حفظت ماء وجهها بتفاهم وفّر لها القدرة على الادعاء بأنها وضعت البرنامج الإيراني تحت الإشراف الدولي، وأوقفت كل تخصيب يتجاوز مستوى الـ5 في المئة، لكنها في نهاية المطاف سلمت بالحقوق التي أعلنتها طهران خطوطاً حمراً. باريس لا تزال تأمل أن ما جرى ليس سوى «مرحلة نحو وقف البرنامج النووي الايراني»، فيما بدا واضحا بالنسبة إلى إسرائيل أن ما جرى في جنيف أسس لمرحلة ومعادلات جديدة يجد الكيان العبري نفسه فيها في موقع الخاسر