شبه صمت اسرائيل الرسمي ازاء التفجيرين الانتحاريين ضد السفارة الايرانية في بئر حسن، لم يمنع اعلام تل ابيب ومعلّقيها وخبراءها، من التعبير عن حالة من السرور، بل وعن الشماتة، مع تأكيد عدم المفاجأة من العمليتين وتوقعهما. وركّز الاعلام العبري الذي لم يخف علامات السرور والشماتة في تحليلاته وتعليقاته، على التشديد بأن اسرائيل غير مسؤولة، من قريب او بعيد، عن التفجيرين الانتحاريين، والتأكيد على انهما نتيجة طبيعية ومتوقعة، في بلد كلبنان، حيث السيارات المفخخة والتفجيرات امر اعتيادي، والتأكيد، ايضاً، على انهما تعبير عن الحرب السنية ــ الشيعية في المنطقة.

الموقف الرسمي الوحيد الصادر عن تل ابيب عبّر عنه عضو لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست تساحي هنغبي، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والذي نفى بشدة اي علاقة لاسرائيل بالتفجيرين، راداً اياهما الى تدخل حزب الله في سوريا، وقال ان «سفك الدماء الحاصل في بيروت ناتج من تورط حزب الله في الأزمة السورية، اما من جهة اسرائيل، فلا علاقة لها بالتفجيرات التي حصلت في السابق، ولا بالتفجيرين الحاليين».
الا ان الاعلام الاسرائيلي أولى التفجيرين اهتماماً خاصاً. وشدد موقع «واللا» الاخباري العبري على الانترنت، الواسع الانتشار، على ان العملية الانتحارية المزدوجة ضد السفارة الإيرانية في بيروت لم تكن مفاجئة، بل كانت تقريباً متوقعة، وذلك على خلفية المعارك الدائرة في سوريا بين الجماعات المتطرفة السنية من جهة، وبين حزب الله والايرانيين من جهة ثانية. وأشار إلى أن تهديدات صدرت في الايام الماضية عن جهات مرتبطة بتنظيم «القاعدة» توعدت بضرب اهداف ايرانية في المنطقة.
وتوقع الموقع ان يدفع الانفجاران «المواجهة السنية ــ الشيعية» الى مستوى جديد من العنف، اذ ان «انتحاريين يعملان ضد هدف واحد، ومن اجل قتل عدد اكبر من الشيعة، هي ظاهرة تحولت في العراق الى امر اعتيادي. لكنها في بلاد الارز تمثل تطورا ينذر بتصعيد غير مسبوق في مستوى العداء بين الطوائف».
وفي اشارة شماتة واضحة من الاعداء، أشار الموقع الى ان «الايرانيين يعانون الآن بلحمهم ودمهم، مما عانته اسرائيل في الماضي، جراء عمليات نفذت بتمويل وتشجيع من طهران، فالدمج بين المواد المتفجرة ومخرب يملك الحافزية، من شأنه ان يتحول الى سلاح قاتل يصعب العمل على صده».
الخبير في الشؤون اللبنانية والسورية، ايال زيسر، اشار في حديث اذاعي الى ان التفجيرين الانتحاريين ينضمان الى سلسلة من العمليات المشابهة في لبنان، ومن بينها اطلاق صواريخ وسيارات مفخخة. وأضاف: «يمكن الافتراض بأن المسؤول عن التفجيرين هم عناصر وجهات مرتبطة بتنظيم القاعدة، حاضرة ومسيطرة في الساحة السورية، وتخوض القتال ضد النظام السوري ولديهم ايضاً حضور وتواجد في لبنان، وهم الآن ينفذون في هذا البلد العمليات الارهابية التي دربوا واعتادوا عليها».
بدوره، اكد موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» ان التفجيرين لا يعدان فقط عملا ارهابيا نفذته مجموعة سنية راديكالية، بل هما اشارة واضحة الى ايران وحزب الله ولكل الطوائف في لبنان، اذ انه «في وقت يحقق الرئيس السوري بشار الاسد، وبمساعدة من حزب الله، نجاحات في ارض المعركة في سوريا، تتعاظم في المقابل اعمال العنف على الساحة اللبنانية».
مع ذلك، حذرت الصحيفة من الركون الى التطورات في لبنان والى انشغال حزب الله في قتاله ضد اعدائه في الداخل، و«صحيح ان رئيس الأركان بني غانتس أشار قبل أشهر إلى أن النيران بدأت تشتعل بعباءة (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، في اشارة طمأنة للاسرائيليين بأن الحزب بات مشغولاً عنهم، الا ان التجربة في منطقة الشرق الاوسط، وتحديدا في العامين الماضيين، تؤكد ضرورة الاستعداد لما هو غير متوقع، واذا كانت عباءة نصر الله تحترق، الا ان صواريخه ما زالت موجودة وجاهزة للاستخدام».
القناة الثانية العبرية ذهبت بعيدا في «تحليلها» التحريضي للتفجيرين، وطالبت «السنة» في لبنان بضرورة الحذر من حزب الله والايرانيين. واشار محلل القناة للشؤون العربية، إيهود يعري إلى ان «اللبنانيين ليسوا ابرياء مما يجري، اذ ان رجال (رئيس الحكومة السابق سعد الدين) الحريري، ينقلون الذخائر والوسائل القتالية الى المعارضة في دمشق. ومن هنا فان ما يُخشى منه، ان يقوم الايرانيون وحزب الله بتنظيف كل المناطق الواقعة بين دمشق وبيروت من سكانها السنة». وقال ان «كل لبناني يفهم ان هذا هو الذي دفع الى القيام بما حصل في بيروت»، في اشارة منه الى التفجيرين الانتحاريين وأسبابهما.



جرح اسرائيليين جنوباً

في حادث لافت، أعلنت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مساء أمس أن جنديين إسرائيليين أصيبا بجروح حرجة، في انفجار قرب الحدود اللبنانية. وأفادت أن الإنفجار وقع على بعد 200 متر من السياج الشائك قرب بركة النقار داخل مزارع شبعا المحتلة. واوضحت ان المصابين ضابطان كبيران، وأن قنبلة انفجرت بهما عن طريق الخطأ. وقد قدمت 6 آليات عسكرية اسرائيلية من موقع رويسة العلم لنجدة الجنود الصهاينة الذين كانوا يصرخون ويبكون بعد الانفجار.