دخلت طهران أمس على خط المبادرة الروسية لترحب بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي، بينما حذّرت في الوقت نفسه، أميركا وحلفاءها من تداعيات العدوان على سوريا ونصحتهم بالاحتكام إلى «العقل والمنطق».وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن القضية السورية لها الأولوية في سياسة إيران الخارجية لأن هذا البلد يمثل الخط المتقدم للمقاومة، معتبراً أن تعرّض سوريا لأي عدوان سيجعل الضرر الأكبر والخسائر الجسيمة من نصيب المعتدين وحلفائهم في المنطقة. وتزامن تصريح روحاني مع ترحيب طهران بالمبادرة الروسية لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي.
وعبّر روحاني، في ملتقى أئمة الجمعة أمس في طهران، عن اترتياحه لأن المعطيات خلال الأيام الأخيرة تشير إلى تضاؤل احتمال وقوع الحرب ضد سوريا، مؤكداً أن تعرض سوريا لأي عدوان سيجعل الضرر الأكبر والخسائر الجسيمة من نصيب المعتدين وحلفائهم في المنطقة.
في غضون ذلك، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أن «جمهورية إيران الاسلامية ترحب بمبادرة (روسيا) الرامية إلى منع أي عمل عسكري» ضد سوريا. واعتبرت أن المبادرة الروسية تأتي في سياق جهود إبعاد شبح الحرب عن المنطقة. وأضافت «نريد ان تكون منطقتنا خالية من كل أسلحة الدمار الشامل... ويجب ان تستهدف هذه الجهود أيضاً الأسلحة الكيميائية التي بحوزة المجموعات السورية المتمردة».
على مستوى التصريحات العسكرية، حذّر وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، أميركا وحلفاءها من تداعيات العدوان على سوريا ونصحهم «بالاحتكام الى العقل والمنطق والتفكير بنتائج أي خطوة عسكرية، لأنه، كما قال قائد الثورة الاسلامية (علي خامنئي)، فان هذا العمل يعد تفجيراً لبرميل بارود يخرج عن السيطرة».
وأكد دهقان في حوار متلفز، أن أميركا عاجزة عن شن هجوم بري من أجل احتلال سوريا أو إسقاط نظامها السياسي، وكل ما يمكنها فعله هو توجيه غارات جوية تستهدف مناطق معينة في سوريا وهو ما لا يؤدي الى اسقاط نظامها السياسي.
ورداً على سؤال حول سبب اكتساب سوريا أهمية كبيرة بالنسبة لإيران قال، إن سوريا تقع في محور المقاومة والقضية الفلسطينية تعد القضية الاسلامية الأولى.
وأشاد دهقان بسوريا ودورها البارز في محور المقاومة، قائلاً إنها «كانت ولا تزال في صلب المواجهة ازاء الكيان الصهيوني ودافعت عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة باستمرار».
وعما ستؤول إليه أوضاع المنطقة في حال وقوع عدوان أميركي على سوريا، رأى أن البلدان الداعمة لأميركا في تدخلها العسكري، عبر إرسال المسلحين وتمويلهم وممارسة الدعم الإعلامي والسياسي، عليها ان تشعر بالقلق ازاء مستقبلها.
وشدّد على أن «النظام السياسي في سوريا ورئيسها بشار الأسد لن يقفا مكتوفي الأيدي حيال إضعاف الحكومة ولا يبديا أي ردود فعل حيال الاعتداء على الشعب السوري وقصفه بالقنابل، وردود الفعل هذه ترتبط بالقرارات السياسية لقادة سوريا وهو ما سيسفر بالتأكيد عن اتساع نطاق الهجمات في المنطقة، والذي من المحتمل أن يؤدي الى دخول قوى أخرى في الحرب.
واعتبر دهقان ان القادة العسكريين في أميركا ليست لديهم أية رغبة باتباع قرارات المسؤولين السياسيين في هذا البلد.
وحول ردود أفعال محور المقاومة في حال وقوع هجوم أميركي على سوريا قال «إن أي رد فعل يرتبط باهداف ودوافع التدخل العسكري، ومن البديهي أن النظام السياسي في سوريا والدول الحليفة ستبدي ردود افعال بالتناسب معه».

عبداللهيان التقى المعلم

إلى ذلك، قال مصدر دبلوماسي مطّلع إن مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، اجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو أمس، حيث تدارس الجانبان المقترح الروسي الداعي الى وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية.
واكد مصدر دبلوماسي أن المعلم أعلن خلال لقائه المسؤول الايراني عن موافقته على المقترح الروسي، بينما جدد عبداللهيان، قناعة طهران بأن السلطات السورية لم تستخدم السلاح الكيميائي.
وقال نائب وزير الخارجية الايرانية في مؤتمر صحافي في موسكو، إن «ايران تثق بأن دمشق تتخذ موقفاً جدياً من التسوية السياسية للأزمة»، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قال إن «استخدام السلاح الكيميائي يعتبر «الخط الأحمر»، ويتذكر ذلك خصوم الحكومة السورية على المستوى الإقليمي وفي داخل سوريا، بشكل جيد، ولذلك فانهم يحاولون تحميل دمشق المسؤولية عن ذلك».وأضاف عبداللهيان قوله إن «كل الصور والأدلة التي قدمها الأميركيون لا تؤكد استخدام السلطات السورية للسلاح الكيميائي، مؤكداً أن ايران كانت تتابع باهتمام التطورات في هذا الشأن، وهي على قناعة بأن السلطات السورية لم تستخدم هذا السلاح».
وقال عبداللهيان إن لدى ايران وروسيا أدلة قوية على استخدام السلاح الكيميائي من قبل مجموعات ارهابية.
(فارس، مهر، أ ف ب)