فيما أجرى وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف محادثات مكثفة حول الملف السوري منذ يومين في العراق، أجرى نائبه حسين أمير عبد اللهيان مباحثات في السياق نفسه مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف، في موسكو، حيث أعلن أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي نظيره الإيراني الجديد حسن روحاني في أقرب وقت، ربما في العاصمة القرغيزية بشكيك التي تستضيف اجتماعاً لرؤساء دول «منظمة شنغهاي للتعاون» يوم الجمعة المقبل.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي خلال لقائه عبد اللهيان: «إن روسيا تريد العمل بشأن سوريا بالتنسيق مع إيران لتفادي الوضع الكارثي في المنطقة».
ولمّح بوغدانوف إلى احتمال أن تتركز محادثات بوتين المرتقبة مع روحاني على تطورات الوضع في سوريا، قائلاً: «علينا أن نبذل قصارى الجهد للتوصل إلى الحل السياسي في سوريا»، حسبما نقلت عنه وكالة «أنباء موسكو» الروسية.
وأضاف أن حل النزاع في سوريا سياسياً شرط ضروري لضمان السلام والأمن في المنطقة، مشيراً الى أن من الممكن عقد لقاء بين وزيري الخارجية في البلدين في إطار قمة منظمة شنغهاي التي سيشارك فيها الوزيران سيرغي لافروف وظريف.
بدوره أشار عبد اللهيان إلى أن «تفكير الولايات المتحدة بشأن سوريا سطحي، وقد يؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة والعالم أجمع»، معرباً عن أمله بأن تؤدي الجهود الروسية إلى تجنب العمليات العسكرية.
وفي بغداد، أوضح وزير خارجية إيران، في ما يخص احتمال إجراء محادثات بين إيران وأميركا بشأن الأزمة السورية، أنه «لا توجد حالياً مثل هذه النية، لكن تم تبادل رسائل حول سوريا، وإذا كانت هناك حاجة فسنعمل بهذا الشكل».
وحول محادثاته مع المسؤولين العراقيين بشأن تطورات الأزمة السورية، قال ظريف «إن أميركا أضحت معزولة بخصوص الهجوم على سوريا، وإن إيران والعراق وكذلك معظم الدول لديها رؤية مشتركة تعارض الحرب، كما أن إيران والعراق متفقان على ضرورة منع اندلاع حرب جديدة في المنطقة».
على خط مواز، بحث المساعد الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، آخر مستجدات التعاون الثنائي، ولا سيما التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء أن جهانغيري أشار خلال هذا الاتصال إلى عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، قائلاً: «إن إيران ستواصل دعمها لمحور الممانعة».
من جهته، أعرب الحلقي عن تقديره لدعم إيران الشامل للشعب السوري، قائلاً إن «الشعب السوري وحكومته سيجتازان الأزمة القائمة وسيخرجان منتصرين منها في ظل دعم أصدقائهما والجمهورية الاسلامية على وجه الخصوص».
كذلك أجرى الطرفان مباحثات حول سبل تذليل العقبات التي تواجه التعاون الاقتصادي الإيراني – السوري.
في هذه الأثناء، أعرب سفير سوريا لدى طهران، عدنان حسن محمود، عن تقديره لدور الجمهورية الاسلامية في دعم بلاده، قائلاً إن طهران أكدت دائماً أن استهداف سوريا يعدّ استهدافاً لمحور الممانعة في المنطقة.
وأشار السفير السوري الى فشل جهود أميركا في حشد تأييد دولي للهجوم على سوريا، قائلاً إن «الهجوم العسكري لن يحقق بالضرورة أهداف الدول الغربية فحسب، بل سيزيد أوضاع المنطقة تعقيداً وخطورة».
في غضون ذلك، وخلال استقباله المبعوث الخاص لرئيس وزراء اليابان ماساهيكو كومورا، أول من أمس في طهران، رأى رئيس مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان الايراني) علي لاريجاني «أن الإعداد لضربة عسكرية ضد دولة مستقلة صامدة أمام الارهابيين الأجانب، بذريعة واهية وهي استخدام السلاح الكيميائي، لا نتيجة له سوى تصعيد المشاكل الاقليمية».
وقال «قلنا منذ بداية الأزمة في سوريا إن مشاكلها الداخلية يجب حلها عبر الحوار الوطني، ولقد عارضنا في هذا السياق إرسال الأسلحة والارهابيين الى سوريا من مختلف الدول في المنطقة وخارجها بحجة العمل على إيجاد الديموقراطية فيها».
بدوره، قال ماساهيكو إنه من خلال الكشف عن العناصر التي استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري من جانب ومواصلة الحوار الوطني لحل الأزمة الداخلية في هذا البلد، ومن ثم إقامة الانتخابات بعد عودة الأمن والاستقرار فيها في ظل الجهود الدولية، من جانب آخر، يمكن عقد الأمل على حل الأزمة السورية». ودعا إلى المزيد من الدعم والمساعدة من جانب طهران لإرساء الأمن والاستقرار في سوريا.
(مهر، فارس، رويترز، أ ف ب)