أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن أي عدوان على سوريا لن يصيب المنطقة بمفردها، بل أصدقاء الولايات المتحدة أيضاً، في وقت حذر فيه وزير الدفاع حسين دهقان من تداعيات خطيرة في حال تعرُّض سوريا لأي «عدوان»، بينما جدد قائد «فيلق القدس»، قاسم سليماني، تأكيد وقوف طهران إلى جانب دمشق «حتى النهاية».
وقال سليماني، أمام مجلس الخبراء، إن «أميركا لا تبحث عن الديموقراطية في مصر ولا عن حقوق الانسان في سوريا وليست قلقة من النووي في ايران، بل هدفها الرئيسي هو كسر شوكة جبهة المقاومة، ولهذا كان كل هذا التخبط منها، بل حتى انها تحاول الخروج منها مع الحفاظ على ماء الوجه»، مشدداً على أننا «ندعم سوريا حتى النهاية». وأضاف: «إن البعض ينتقدوننا لماذا ندعم سوريا الى هذا الحد، ولا بد من ان نجيبهم بالقول إننا لا نهتم بدعايات العدو؛ لأن سوريا هي الخط الاول للمقاومة، وهذه حقيقة لا يمكن انكارها؛ فواجب علينا نصر المسلمين؛ لأنهم يعانون من الضغوط والظلم».
وتابع انه «في قضية العدوان على سوريا، هنالك 7 دول في رأس الحربة، هي قطر وتركيا والسعودية وفرنسا وبريطانيا واميركا واسرائيل، وفي الحقيقة ان هذه الدول تؤمن بإطاحة بشار الاسد. في الوقت الحاضر لدى قادة الكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة إصرار عجيب على ان يرحل بشار، بل انهم يقولون حتى لو تسلمت القاعدة السلطة فإنها افضل من بشار».
وأشار سليماني الى أن بعض دول المنطقة تخشى من نفوذ ايران في الدول الاسلامية، وفي هذا الاطار أنفقت قطر 12 مليار دولار في سوريا، لكن ينبغي القول انه رغم ذلك فإن ايران تحظى بمكانة جيدة لدى الدول الاسلامية.
وأكد أن «95 في المئة من الذي يقاتلون في سوريا دخلوها من الخارج، وان قياداتهم في الخارج، بينما يشكل الهاربون من الجيش الـ5 في المئة الباقية، والذين شكلوا ما يسمى الجيش السوري الحر، كما ان السلفيين السوريين هم ايضاً جزء من الـ5 في المئة هذه».
ورأى قائد فيلق القدس أن «جبهة النصرة أصبحت ملتقى لمختلف الدول، وقد ارتكب عناصرها جرائم وحشية للغاية وبعضها فظيع للغاية الى حد لا يمكن التحدث عنه، بحيث ان بعض معارضي الأسد يقولون إنه اذا أجريت الانتخابات فإنهم سيصوتون للأسد لأنهم يرون ان بشار أكثر ديموقراطية من اولئك». أما الرئيس روحاني، فقد لفت الى أنّ «ايران ستعمل بواجباتها الدينية والإنسانية لمساعدة الشعب السوري إن تعرّض لأي مشكلة»، مشدداً على أن أمن واستقرار سوريا مهمان جداً بالنسبة إلى طهران، قائلاً ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتولى في هذا المجال مسؤولية مهمة للغاية.
واكد روحاني، خلال الاجتماع الرابع عشر لمجلس خبراء القيادة أمس في طهران، أن الحكومة الايرانية ستستمر في تقديم الدعم لسوريا، قائلاً: «إننا ندين بشدة اي عمل عدواني ضد دول المنطقة خاصة سوريا». وقال إنه «بطبيعة الحال إن حصلت للشعب السوري مشاكل فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية ستبادر الى القيام بمسؤوليتها الدينية والانسانية بتقديم المساعدات الغذائية والدوائية». ورأى أن «الجمهورية الاسلامية الايرانية ومثلما أعلنت سابقاً تعتبر أي إجراء ضد سوريا بأنه لا يضر بالمنطقة فقط، بل يضر بأصدقاء أميركا أيضاً وهو اجراء لا يعود بالنفع لصالح اي احد».
بدوره، قال نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد حسين سلامي، ان «سوريا ليست وحدها في العالم، وعلى الغربيين ألّا يكرروا أخطاءهم السابقة وأن الشعب والنظام والجيش في سوريا سيتصدون للعدوان بكل قوة».
واضاف سلامي، في كلمة القاها في ملتقى «سوريا متراس المقاومة» في طهران، أن «أي شعب يقرر الصمود والتصدي للعدوان والدفاع عن نفسه، ستتحول أرضه بلا شك الى مقبرة للأعداء». وأضاف أنّ «من الأفضل لأميركا خلال مهلة الاسبوعين التي منحتها لنفسها ان تفكر بمزيد من الجدية والدقة في نتائج قرارها، وعليها ان تدرك ان تأجيج نيران الحرب سيطلق الطاقات في المنطقة ويذكي روح الجهاد لدى المسلمين».
وشدد على ان «الحرب لم تصن مصالح الغرب يوما ولا احد يستطيع ضمان ابقاء نطاق العمليات العسكرية داخل حدود سوريا والسيطرة على الطاقات التي ستنطلق عقب الهجوم». وتساءل عمّا اذا كانت اميركا تستطيع بعد تدخلها العسكري الحد من تأثيراته وان لا يترك مخاطر على امنها القومي، وهل بالإمكان وضع خطط للسيطرة على تداعيات تفجير برميل من البارود في المنطقة؟
ووصف سوريا بأنها ركن أساسي للمقاومة في المنطقة «وقد تعرضت لهجمات امنية وسياسية وعسكرية الا ان مقاومة شعبها ونظامها وجيشها خلال الاعوام الثلاثة الماضية تستحق التقدير».
واوضح سلامي ان سوريا تمتلك ثقافة المقاومة وتقع في الخط الأمامي على جبهة مواجهة الكيان الصهيوني ويمتد تاريخ مقاومتها الى أكثر من خمسة عقود، مشيراً الى أن لسوريا الفضل في تحقيق الانتصارات خلال معارك لبنان.
في غضون ذلك نقلت قناة «العالم» الإيرانية عن وزير الدفاع الايراني قوله، في ختام اجتماع مجلس الوزراء أمس، إن «الجيش والشعب في سوريا يمتلكان معدّات كافية للدفاع عن النفس، ولا حاجة لإرسال معدّات أخرى».
وقال دهقان «الهجوم الأميركي على سوريا سيجر المنطقة باتجاه تداعيات خطيرة تعود بالضرر عليها، وسينشر الفوضى والأزمة في المنطقة بأسرها»، مضيفاً أن «الدليل الآخر الذي يستطيع أن يحول دون العدوان الأميركي على سوريا، هو التجربة الأميركية المريرة خلال عدوانها على العراق و أفغانستان».
الى ذلك، أصدر 170 نائباً من نواب مجلس الشورى الإسلامي بياناً أعلنوا فيه دعمهم الكامل لسوريا في ظل ما تواجهه من تهديدات فضلاً عن دعمهم المطلق لمواقف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، بهذا الشأن.
(فارس، مهر، إرنا)