«العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، الهتاف الأشهر لتظاهرات 25 يناير 2011، التي أسقطت نظام حسني مبارك، يعود كي يدوي بقوة اليوم، بعدما استعاده المتظاهرون ووضعوه في قمة هتافاتهم في تظاهرات «30 يوينو»، في الذكرى الأولى لتولي الرئيس محمد مرسي الحكم. لفظة «العيش»، في التراث المصري تعني الحالة الاقتصادية بداية من الأجور، التي يقولون عنها «أكل العيش». وبعد أكثر من عامين على الثورة وعام كامل على حكم مرسي، لا يزال المصري يبحث عن «أكل العيش» ولم يجده. وتشير التقارير الراصدة لحال الموظفين والعمال الى أن حالتهم تزداد سوءاً كل يوم.
ويقول تقرير «مؤشر الديموقراطية»، الصادر عن المركز التنموى الدولي، أخيراً، إنه رصد خلال الفترة من 1 تموز 2012 إلى 20 حزيران 2013، نحو 9427 احتجاجاً شهدها العام الأول من حكم، معتبراً أن هذا العدد من الاحتجاجات «سابقة تاريخية لم تحدث من قبل في تاريخ الدولة المصرية». وارتفعت نسبة الاحتجاجات التي نظمها المصريون لأكثر من 700 في المئة عن الاحتجاجات التي نظمت خلال العام الأخير من عهد مبارك.
تلك الاحتجاجات تؤكد أيضاً على أن المطالبة بالعدالة الاجتماعية لا تزال تحتاج إلى حناجر تهتف باسمها. وحسب دراسة للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (حكومي)، صدرت في نهاية كانون الأول الماضي، قُدّر حجم ما يستحوذ عليه الأثرياء في مصر من إجمالي الدعم الذي تقدّمه الحكومة المصرية، بنحو 45.2 مليار جنيه، أي ما يعادل قرابة 7.4 مليارات دولار؛ وهذه النسبة تعادل 40 في المئة من إجمالي الدعم البالغ نحو 113 مليار جنيه «18.5 مليار دولار».
وتنشر مؤسسة الرئاسة أرقام كبيرة معنية بإنجازات الرئيس، وحجم الاحتياطي النقدي ومعدلات النمو، والاستثمارات، وغيره من الألفاظ، التي لا تهم المواطن بقدر ما يهمه أن يجد البنزين في محطات الوقود؛ فقد تحولت شوارع القاهرة إلى كراج كبير نتيجة الطوابير الطويلة المتراصة أمام محطات الوقود. محمد مرسي يتحدث في إنجازاته عن تحسن يشعر به المواطن البسيط، بينما هذا المواطن نفسه هو من يعاني من انقطاع الكهرباء بصفة يومية لأكثر من ساعة أو ساعتين. أما أسعار السلع فهي في ارتفاع متواصل.
شعار «الحرية»، الذي نضحت به الحناجر في 2011، لا يزال هو الآخر واحداً من أهم شعارات «30 يونيو»؛ فبعد عام على حكم أول رئيس مدني، كما يحب أنصار الرئيس مرسي وصفه، قالت مجموعة «حقي يا دولة»، المهتمة برصد المعتقلين وضحايا التظاهرات، على حسابها الشخصي على «فايسبوك»، إنه تم اعتقال 3440 شخصاً في العام الأول من حكم مرسي، من بينهم 492 طفلاً أقل من 18 عاماً و215 أقل من 15 عام، وخرجوا أغلبهم من السجن بعد دفعهم كفالات مالية كبيرة. وأضافت المجموعة أنه خلال العام الأول لحكم مرسي عاد زوار الفجر مرة أخرى، وجرى اعتقال النشطاء من منازلهم. الداعون إلى تظاهرات «30 يونيو» يرون أن الأمور تتدهور ولا تتقدم، وأنّه بمرور عام كامل على حكم مرسي، تنهار الدولة نفسها وليس فقط الخدمات التي تقدمها، لذلك قرروا أن يخرجوا يوم 30 حزيران بشعار واحد: «الشعب يريد إسقاط النظام».