لم ينم أهالي الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت طوال الأيام الثلاثة الماضية. اشتعلت المحلّة باشتباكات استُعملت فيها قذائف الآر بي جي. وتسببت بسقوط جريح يُدعى سميح حجولا، إضافة إلى احتراق سيارة وتضرر عدد من المحال والمنازل. أمّا سبب الاشكال، فيؤكد معظم أبناء المحلّة أنه يعود إلى ثأر قديم بين عشيرتي زعيتر وحجولا. تعود القصّة إلى عام مضى. في أوّل يوم من شهر رمضان الماضي، حصل تلاسن بين الفتيين علي حجولا وسميح زعيتر لأن أحدهما لطّخ ملابس الثاني بالماء، تطور إلى اشتباك بين أفراد من العائلتين، أسفر عن مقتل خليل حجولا المعروف بـ«خليل مخيبر».
كما أُصيب ابنه ابراهيم بطلقة أطفأت عينه. منذ ذلك الحين، غادر أفراد عائلة زعيتر المتورّطون في الإشكال المنطقة. ورُفضت كل محاولات المصالحة التي عُرضت، إذ اشترطت عائلة حجولا تسليم المدعو حسين صبحي زعيتر، باعتباره المشتبه الرئيسي في الجريمة. وأرخى أقارب الضحية لحاهم حتى الثأر من غريمهم المتواري عن الأنظار. مساء السبت، تجدد الخلاف. تعرّض شبّان من آل زعيتر بالضرب لأحد أبناء حجولا، وانتزعوا منه مسدسه ورشّاشه، قبل ان يتطور الأمر إلى اشتباك مسلّح. ونفّذت قوة من الجيش عمليات دهم لأماكن مطلقي النار، حيث تمكنت من توقيف عدد من الأشخاص المشتبه فيهم. وأعيد الوضع الى طبيعته، وتستمر قوى الجيش في ملاحقة المسلحين لتوقيفهم.
من جهة أُخرى، وقع اشتباكٌ مسلّح في الحي الغربي في شاتيلا مساء أمس بين أشقاء عيسى كرمبي الملقّب بـ«البطل» وشبّان من أنصار شاكر البرجاوي. وبدأ الخلاف منذ أربعة أيام على خلفية تعليق رايات دينية، قبل أن تتم إزالتها، لكنّ النفوس لم تهدأ. ولدى مرور عباس د. الذي علّق الرايات في حيّه، تعرّض له أشقاء كرمبي الثلاثة بالضرب المبرّح. وتطوّر الأمر إلى تبادل إطلاق النار بين الطرفين.