سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المرتبة الأولى عالمياً في معدلات البطالة عام 2014، بحسب تقرير لمنظمة العمل الدولية بعنوان "اتجاهات الاستخدام العالمية للشباب لعام 2015". ومقارنة بالمعدلات العالمية للبطالة بين الشباب التي استقرت عالمياً عند 13% بين عامي 2012 و2014، وصلت نسبة البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط عام 2014 الى حدود 28.2%، وفي أفريقيا الى 30.5%. وأشار التقرير الى أن الفوارق بين الجنسين في معدل بطالة الشباب ضئيلة على المستوى العالمي وفي معظم المناطق، غير أن معدل بطالة الشابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يفوق معدل بطالة الشبان بمقدار 22 و20 نقطة مئوية على التوالي.

العمل... حلم

أن يصبح إيجاد عمل بمثابة حلم بالنسبة للشريحة الأوسع من الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هو مؤشر الى درجة اليأس التي وصل إليها هؤلاء، ما يجعل من أحلامهم مفصّلة على قياس... فرصة عمل. في دراسة بعنوان "استطلاع الخرّيجين الجدد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" نفّذتها شركة "يوغوف" بالتعاون مع "بيت. كوم" في حزيران الماضي (شملت 1006 مستطلعين من الإمارات والسعودية والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين ولبنان وسوريا والأردن والجزائر ومصر والمغرب وتونس)، كشف 76% من المستطلعين "أن إيجاد فرص العمل من أكبر التحديات التي تواجه جيلهم، ما يجعل 80% منهم يفكّرون ببدء عملهم الخاص في المستقبل". ولفت التقرير الى أن "ما يصل إلى 45% من الخرّيجين الجدد المقيمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتقدون بأن الحصول على وظيفتهم الأولى "سيكون أمراً صعباً للغاية". أما مجالات العمل الأكثر جاذبية للخريجين الجدد فهي: البنوك/ المصارف والتمويل (24%)، الهندسة والتصميم (23%)، الاستشارات التجارية وإدارة الأعمال والاستشارات الإدارية (19%) والتعليم والأكاديميا (16%).
سبع من أصل كل عشر شركات في المنطقة تنوي ضم موظفين جدد خلال عام


اتجاه الأسواق

وكشف "مؤشر فرص عمل الشرق الأوسط" الذي أجراه "بيت. كوم" بالتعاون مع "يوغوف" أن 43% من الشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنوي تعيين موظفين جدد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة وملء ما يصل إلى خمسة مناصب وظيفية، كما تنوي واحدة من أصل كل أربع شركات ملء ما بين ستة وعشرة مناصب وظيفية في الفترة نفسها.
أما في ما يتعلق بتوجهات التوظيف على المدى الطويل، فقد بدت إيجابية بشكل عام مع تأكيد سبع من أصل كل عشر شركات في المنطقة أنها تنوي ضم موظفين جدد خلال عام. وشملت أبرز القطاعات التي تنوي التوظيف خلال هذه الفترة كلاً من القطاع التعليمي/ الأكاديمي (84%)، والسياحة/ الضيافة (81%)، والسلع الاستهلاكية (81%).
وفي ما يتعلق بالمناصب والخبرات التي تبحث عنها الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بيّن التقرير أن 39% منها تبحث عن مرشحين يتمتعون بخبرة إدارية، و30% عمن يملكون مهارات في استخدام الكمبيوتر، و29% عن مرشحين يتمتعون بخبرة في مجال المبيعات والتسويق.
أما لجهة المهارات والمؤهلات المطلوبة لدى المرشحين، فقد احتلت مهارة التواصل باللغتين الإنكليزية والعربية الصدارة كالسمة الأكثر طلباً من قبل 65% من الشركات في المنطقة، تليها القدرة على العمل ضمن فريق (48%)، السمات القيادية (43%)، القدرة على العمل تحت الضغط (41%) والكفاءة الإنتاجية (41%). وفي ما يتعلق بالمؤهلات العلمية التي تبحث عنها الشركات في المنطقة، حلّت في الطليعة الشهادات الجامعية والشهادات العليا في إدارة الأعمال (27%)، تليها الهندسة (25%)، فالتجارة (23%). وتربعت الإنشاءات (35%) والبنوك والتمويل (33%) على رأس لائحة القطاعات الأكثر جاذبية للكفاءات في المنطقة.
قد لا تكون هذه الخطوات على قدر الآمال المتوقعة، وقد لا تساهم في توفير حلول جذرية للملايين من الشباب القابعين في منازلهم في انتظار استثمار ما قضوا سنوات يتعلّمونه في الجامعات والمعاهد. ولكن، قياساً على حال المنطقة واتجاه الأمور السياسية والاقتصادية والأمنية فيها في المستقبل القريب، يعتبر ما كشفه التقرير ثغرة في جدار البطالة الذي ازداد ارتفاعاً على مدار السنوات الماضية... على أمل أن يهدم نهائياً.
(الأخبار)