اكد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «المنار» بُثت أمس، «ثقته بالانتصار على الحرب العالمية التي تستهدف بلاده»، مشددا على أن مشاركة حزب الله في معارك القصير هي دفاعاً عن المقاومة ومؤكدا قرار القيادة السوري الرد الفوري على أي عدوان إسرائيلي.
وقال الأسد إنه «لو لم يكن لدينا الثقة بالانتصار لما كان لدينا القدرة على الصمود والقدرة على أن نستمر في هذه المعركة بعد سنتين من هجوم دولي عالمي، ليس عدواناً ثلاثياً كما حصل عام 1956 وإنما حرب عالمية على سوريا والنهج المقاوم، ولذلك فان ثقتنا بالنصر أكيدة». واضاف «أنا أؤكد لهم بأن سوريا ستبقى كما كانت، بل أكثر من قبل داعمة للمقاومة والمقاومين في كامل العالم العربي».
واشار الاسد الى ان :ما يحصل الآن هو ليس انتقالا من الدفاع إلى الهجوم، وإنما هو انقلاب موازين القوى لمصلحة القوات المسلحة». واضاف «لا شكّ أن تطور الأحداث ساعد السوريين على فهم حقيقة الأمور، وهذا ساعد القوات المسلّحة أكثر للقيام بواجباتها وإنجازاتها». واكد ان «أول سبب لانقلاب الموازين هو انقلاب الحاضنة، كان هناك حاضنة في بعض المناطق للمسلحين، ليس عن قلة وطنية إنّما عن قلة معرفة. هناك الكثير من القصص عن أشخاص خضعوا للمجموعات الأرهابية، وظنّوا أنها ثورة ضد السلبيات الموجودة، انقلبت هذه الحاضنة».
ورأى الاسد ان «موضوع معركة القصير مربوط بعملية خنق المقاومة، وليس له علاقة بالدفاع عن الدولة السورية». وقال «نحن نتحدث عن معركة فيها مئات الألوف من الجيش السوري، وعشرات الآلاف من الإرهابيين إن لم يكن أكثر من ذلك، أكثر من مئة ألف لأن العدد مستمر في التزايد. وتغذية الإرهابيين مستمرة من قبل الدول المجاورة والدول التي تدعمها من الخارج. فهذا العدد الذي يمكن أن يساهم فيه الحزب للدفاع عن الدولة في معركتها مقارنة بعدد الإرهابيين والجيش ومقارنة بمساحة سوريا لا يحمي النظام ولا الدولة». وتابع: «المعركة، وكل ما يحصل في القصير، وكلّ ما نسمع من عويل مرتبط بموضوع اسرائيل. توقيت معركة القصير مرتبط مع الضربة الإسرائيلية. هذه المعركة القديمة الجديدة، كل مرّة تأخذ شكلاً من الأشكال. الآن ليس المهم هو القصير كمدينة، المهم هو الحدود. المطلوب خنق المقاومة برّاً وبحراً». وقال الاسد «لماذا يتواجد حزب الله على الحدود داخل لبنان أو داخل سوريا، لأن المعركة هي معركة مع العدو الإسرائيلي أو مع وكلائه في سوريا أو في لبنان».
وحول الرد على العدوان الاسرائيلي، أكد الأسد «أننا أبلغنا كل الجهات التي اتصلت معنا العربية والأجنبية وأغلبها أجنبية، بأننا سنردّ في المرة القادمة. طبعاً حصل هناك أكثر من ردّ ومحاولات خرق إسرائيلية، وتمّ الرد عليها بشكل مباشر، لكن الردّ المؤقت ليس له قيمة، يعني يكون ردّا طابعه سياسي. نحن إذا أردنا أن نردّ على إسرائيل يجب أن يكون الردّ إستراتيجياً». واضاف «نحن أبلغنا الدول الأخرى بأننا سنردّ على الضربة بضربة. طبعاً من الصعب الآن تحديد أي نوع من الوسائل سنستخدم من الناحية العسكرية، هذا متروك للقيادة العسكرية. ولكن نحن نضع عدة احتمالات».
واشار الاسد الى ان «هناك ضغطا شعبيا واضحا باتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة وهناك حماسة حتّى عربية»، واضاف «أتتنا وفود عربية تقول: أين يُسجّل الشباب؟ يريدون أن يأتوا ويقاتلوا إسرائيل»، لافتاً الى ان «عملية المقاومة ليست عملية بسيطة، هي ليست فقط فتح جبهة بالمعنى الجغرافي، بل هي قضية عقائدية سياسية اجتماعية، وبالمحصلة تكون قضية عسكرية».
ورأى الاسد ان «مبدأ المؤتمر الذي سمي جنيف-2 صحيح»، متسائلا «لكن ما هي التفاصيل؟ هل هناك شروط ستوضع قبل المؤتمر مثلاً؟». واعلن انه «لو وضعوا شروطا ربّما نرفض هذه الشروط فلا نذهب. ولكن مبدأ المؤتمر وصيغة اللقاء هي صيغة جيّدة، وهذا ما نقصده بالمبدأ»، مشيراً الى «أننا عندما نذهب إلى هذا المؤتمر، يجب أن نعرف بشكل واضح جزءا من الذين سيجلسون على هذه الطاولة. ما هو موقع المعارضة السورية الوطنية؟ ما هو موقع المعارضة والأحزاب الأخرى الموجودة في سوريا؟ وغيرها من الأسئلة. ولكن المعارضة الخارجية.. نعرف أننا نذهب لكي نفاوض الدول التي تقف خلفها وليس لكي نفاوضها. عندما نفاوض العبد بالمظهر فنحن نفاوض السيد بالمضمون. هذه هي الحقيقة، ونحن نعرف، ويجب أن لا نختبئ خلف أصابعنا».
واشار الأسد الى «انهم يقولون (إنهم) يريدون حكومة انتقالية لا دور للرئيس فيها»، وقال «طبعاً الرئيس لا يرأس حكومة، في سوريا نحن في نظام رئاسي، الرئيس في رئاسة الجمهورية، وهو لا يرأس الحكومة، هناك رئيس للحكومة. هم يريدون حكومة بصلاحيات واسعة، الدستور السوري يعطي الحكومة صلاحيات كاملة، والرئيس هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة. وهو رئيس مجلس القضاء الأعلى. اما باقي المؤسسات فكلّها تتبع بشكل مباشر إلى الحكومة. أما تغيير صلاحيات الرئيس، فهذا يخضع للدستور، فالرئيس لا يستطيع أن يتنازل عن صلاحياته. هو لا يملك الدستور، الدستور بحاجة لاستفتاء شعبي».
واعلن ان «هذه الأشياء عندما يريدون طرحها، تطرح في المؤتمر، وعندما نتفق على شيء إذا اتفقنا، نعود ونطرحها باستفتاء، ونرى ما هو رأي الشعب السوري وعندها نسير، ولكن أن يطلبوا مسبقاً تعديل الدستور فهذا الشيء لا يقوم به لا الرئيس ولا الحكومة. ونحن غير قادرين عليه، ولا يحق لنا دستورياً القيام بهذا العمل».
وردا على سؤال حول صواريخ اس-300 وهل وصلت الى سوريا، قال الأسد «نحن لا نعلن عن الموضوع العسكري عادة، ما الذي يأتينا، أو ما هو الموجود لدينا، ولكن بالنسبة لروسيا، العقود غير مرتبطة بالأزمة، نحن نتفاوض معهم على أنواع مختلفة من الأسلحة منذ سنوات، وروسيا ملتزمة مع سوريا بتنفيذ هذه العقود. وأريد أن أقول لا زيارة نتنياهو (إلى موسكو) ولا الأزمة نفسها ولا ظروفها أثّرت على توريد السلاح، فكل ما اتفقنا عليه مع روسيا سيتمّ، وتمّ جزء منه في الفترة الماضية، ونحن والروس مستمرون بتنفيذ هذه العقود».