لم يخطّ ملحم رياشي الردود على الوسائل الاعلامية التي تناولت موقف رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع من اقتراح اللقاء الأرثوذكسي. هذه المرة أراد «الحكيم» عقد مؤتمر صحافي يرد فيه مباشرة على منتقديه. وبحضور الاعلاميين سخر من العمل الصحافي. صنّف الجرائد والتلفزيونات، متسائلاً عن مدى جدية اهتمام بعضها بالمسيحيين.
حاول أن يبدو هادئا، لكن التوتر غلبه. قرأ عناوين الصحف التي تناولته ومقدمات النشرات الاخبارية التي حمّلته مسؤولية إطاحة «الأرثوذكسي»، معتبرا أنه يتعرض لحملة شعواء. وسأل «أين نحن من قانون الانتخابات في كل هذه الحملة؟».
لم يفته الهجوم على وسائل اعلام التيار الوطني الحر «الذي نعرف منذ زمن انه ليس وطنيا ولا حراً». وأسف لأن ثمة أشخاصاً «تحاورنا معهم انطلاقاً من انهم أناس لكن تبين انهم ليسوا اناساً بالمرة»، ليعود بعدها ويقول إن شبان التيار وشاباته «هم اخوتنا».
أسف جعجع مجدداً لأن التيار «يحقن الشباب بالحقد ويزرع فيهم ضغينة على اخوانهم؟». أما من يقف وراء «الهجوم» عليه فهو «النظام السوري وحزب الله، والعماد عون كعادته معتّر، يضعونه واجهة للهجوم علينا على خلفية موقفنا من الثورات العربية والثورة السورية». مضيفاً ان «هذا الفريق ارتأى خلق قضية مسيحية ــ مسيحية». واعتبر «أننا نتعرض لحرب الغاء جديدة لعزل القوات شبيهة بالـ1989، اساسها الشام والضاحية وادواتها عون وجماعته، ولكنها لن تؤدي لأي نتيجة».
رفض أن يقال إنه باع التوافق المسيحي «فالتوافق الوحيد الذي جرى في بكركي هو على المختلط». فاته أن البطريرك بشارة الراعي قال إنه مع القانون الذي يتفق عليه الساسة المسيحيون. وشدد على أن «نيّة عون العودة الى قانون الستين، انطلاقاً من هنا لنذهب جميعاً ونصوّت على قانون غير الستين. عليه ان يلملم كذبه اولاً».
واتهم عون بأنه «يأكل حقوق المسيحيين ويلعب على عواطفهم»، واعتبر «ان أسوأ أمر يمكن ان يحصل للمسيحيين هو وجود عون، فالمسيحي يحافظ على وجوده عبر تأمين دولة فعلية، فهل يتأمن ذلك بالتحالف مع حزب الله المنخرط عسكريا في الازمة السورية واحتلال وسط بيروت وان يكون الوزراء المسيحيون الاكثر فساداً في تاريخ لبنان سواء في وزارة الطاقة أو الاتصالات أو الثقافة وغيرها»؟. وهدد بـ«أننا لن نقبل مرة ثانية ان تتناولنا كذباً، ولن نصمت وسنُظهر للرأي العام ان ما تقوله خطأ، ونملك ملفات كثيرة وأنت لا تملك سوى الاكاذيب». وختم بدعوة الجميع «إلى الذهاب الى الجلسة العامة والتصويت على المشروع المختلط الافضل للمسيحيين في هذه المرحلة».