بدءاً من التاسعة من صباح اليوم، يمكن الراغبين في التوجه إلى سوريا للجهاد ضد النظام السوري أن يقصدوا مسجد بلال بن رباح في عبرا لتسجيل أسمائهم، وذلك بعد أن أعلن إمام المسجد الشيخ أحمد الأسير برنامجاً جهادياً للعموم في مؤتمر صحافي عقده ليل أمس، إذ إنه عصر أمس، عصف الأسير في صيدا مبدداً أجواء الهدوء التي تنعم بها منذ مدة وقرر الانتقام من تدخل حزب الله في القتال في سوريا الذي اعتبره من «مسؤولية رئيس الجمهورية والمسؤولين في لبنان».
وجه رسائل إلى مناصريه بضرورة التوجه إلى المسجد عند صلاة المغرب لعقد جلسة شورى عامة حول الخطوات التي سيتخذها في هذا الصدد. في تلك الأثناء، سرت شائعات بأنه سيتوجه مع مناصريه بعد الصلاة نحو دوار مكسر العبد لينفذ اعتصاماً يقطع من خلاله الطريق. فتحركت دوريات مؤللة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في شوارع المدينة منعاً لتنفيذ المخطط.
إلا أن شائعة الاعتصام حوّلها الأسير إلى مؤتمر صحافي داخل المسجد أعلن فيه «تأسيس كتائب المقاومة الحرة في لبنان بدءاً من صيدا»، مطالباً «جميع العلماء ورجال الدين التصديق الشرعي على هذه الفتوى». الكتائب بحسب الأسير سوف تجاهد في سوريا، لا سيما في بلدة القصير «من قبل كل مستطيع، لا سيما من أهل لبنان». ودعا إلى «تأسيس مجموعات سرّية مسلحة للدفاع عن النفس في حال قرر (السيد حسن) نصرالله البدء بالقتل في لبنان، على غرار ما يقوم به في سوريا». واقترح الأسير «تشكيل كل مجموعة صغيرة من خمسة أشخاص وتسليحها للدفاع عن النفس فحسب». وتمنى على الأغنياء «أن يجودوا بأموالهم، والتبرع لدعم تأسيس المقاومة». ولأنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الأسير تشكيل فصيل عسكري، أكد أن «هذه الخطوة لا رجوع عنها»، في إشارة إلى إعلانه في تشرين الثاني الماضي إنشاء تنظيم مسلح لمقاومة إسرائيل، ثم تراجعه عن تلك الخطوة.
عندما كان الأسير يرفع سقف مواقفه وأفكاره عالياً، كانت لجنة المتابعة للقوى الإسلامية الفلسطينية تكلف بمهمة محاورته وخفض سقفه. فما هي خطة اللجنة تجاه خطوته الأخيرة؟
«يمكن ألا نقبل لأننا فقدنا الأمل بالأسير». هكذا علّق مصدر في اللجنة على احتمال طلب بعض الأطراف اللبنانية منها زيارته ونقل رسائل ونصائح وتحذيرات له. مصادر مواكبة للجنة كشفت لـ«الأخبار» عن أن «ركنيها الرئيسيين، القيادي في عصبة الأنصار أبو طارق السعدي وقائد الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، مرا بحال من الزعل والجفاء تجاه الأسير بسبب نهجه غير الواضح وغير المتوازن وتهجّمه على الرموز الدينية والسياسية من جهة وبسبب تبجّحه باعتماده على عناصر القوى الإسلامية الفلسطينية ليكونوا وقوداً للقتال في أي مواجهة يدخل فيها من جهة أخرى». ونقلت المصادر عن بعض القوى طلبها من الأسير أن «يرسل أبناءه للقتال في سوريا بدلاً من أن يقاتل بسيف غيره». إشارة إلى أن شيخ الحركة السلفية في شبعا والعرقوب محمد الزغبي عقد اجتماعاً لمناصريه والمشايخ السلفيين في المنطقة في مقرّه في شبعا، بالتزامن مع تحرك الأسير في صيدا والشيخ سالم الرافعي في طرابلس.