لم تيأس إسرائيل من محاولاتها منع نقل منظومة الصواريخ الروسية أرض ــ جو، من طراز "أس "300"، إلى إيران؛ فقد كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن لقاء جمع وفداً إسرائيلياً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يُفترض أن يبحث في تنسيق الإجراءات العملانية في سوريا.
وضم الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الخارجية دوري غولد، والمساعد السياسي في الوزارة نفسها ألون أوشفيز، ورئيس هيئة وزارة الخارجية شمعون شابيرا، ونائب مدير عام التنسيق في الوزارة غلعاد كوهين.
ومع أن عمليات التنسيق المتصلة بالساحة السورية عادةً ما تتم بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، إلا أن الوفد الإسرائيلي مشكّل من شخصيات سياسية. وأكّدت القناة الثانية الإسرائيلية أن المسؤولين الإسرائيليين سيعرضون مخاوفهم من نقل منظومة الصواريخ الروسية إلى إيران، وكرّروا طرح مطلب رئيس الحكومة بمنع نقل أسلحة متطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، المقرّبة من نتنياهو، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتابع باهتمام التقاريرعن تزويد إيران بمنظومة الصواريخ الروسية "أس "300، التي من شأنها أن تكسر التوازن في الشرق الأوسط.
كذلك نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن لإسرائيل اليوم القدرة على مواجهة هذه المنظومة، وهو ما يتعارض مع مساعيها المتواصلة لمنع نقلها إلى إيران. وتضيف المصادر أن إسرائيل ستتزود بطائرات "أف 35"، وهو ما سيشكّل الرّد الكامل لمواجهة تهديدات بطاريات "أس 300" و"أس 400".
وتسارعت الاتصالات الإسرائيلية، في ضوء الإعلان عن بدء تسليم منظومة الصواريخ الروسية لإيران، بعد صفقات ومشاريع تجارية ومالية بين البلدين. ورأت "إسرائيل اليوم" أنّه في الوقت الذي تتدفق فيه المليارات إلى النظام الإسلامي في إيران، وهو ما يجذب الكثير من الشركات والدول والأشخاص حول العالم، إلا أن إيران لم تتغير لا بالفعل ولا بالأقوال.
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن وزير الخارجية الروسي أعرب أمام مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، غولد، عن التحفظ الروسي على الاتصالات الإسرائيلية ــ التركية بهدف المصالحة بين الجانبين. ونقلت "هآرتس" عن مصدر مطّلع على الموقف الروسي قوله إن موسكو غير معنية بأن تحظى تركيا بموطئ قدم جوهري في قطاع غزة.
ولفتت "هآرتس" إلى أن هناك تحفظاً آخر للروسي يرتبط بإمكانية التعاون بين إسرائيل وتركيا في مجال الغاز الطبيعي، خاصة أن روسيا هي المزوّد الرئيسي للغاز الطبيعي لتركيا.
وأكدت "هآرتس" أن الأتراك تراجعوا عن مطلب رفع الحصار عن غزّة، وباتوا يكتفون بممر حر لهم إلى غزّة، ونيل مكانة خاصة في كل ما يتعلق بنقل تجهيزات إنسانية وإقامة بنى تحتية في القطاع، مثل محطات طاقة وإنتاج الكهرباء.
وأضافت "هآرتس" أن الموقف الروسي ينضم إلى الموقف المصري المعارض للمصالحة بين إسرائيل وتركيا. ولفتت إلى أن الحكومة المصرية تتحفظ، أيضاً، على منح تركيا أيّ مكانة خاصة لتركيا في قطاع غزّة، وترى في ذلك مسّاً بالمصالح المصرية في القطاع.
وأوضحت "هآرتس" أن لافروف تحادث، عشية لقائه بالوفد الإسرائيلي، مع نظيره المصري سامح شكري، غير أنه ليس واضحاً إن كان كلاهما تباحثا في قضية الاتصالات بين أنقرة وتل أبيب.
وخلصت "هآرتس" إلى أن الموقفين الروسي والمصري سيكون لهما وزن أساسي في حسم نتنياهو قراره في قضية المصالحة مع تركيا، بالاتجاهين السلبي والإيجابي. وفي هذا السياق، أكّد مسؤول إسرائيلي رفيع أنه تبلور في الأسابيع الأخيرة رأي لدى كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية، ينص على ضرورة عدم المسارعة إلى التوقيع على المصالحة، بعدما كانت هذه الأجهزة تدفع لتطبيع العلاقات مع تركيا.