أوضحت مصادر عسكرية رفيعة في الجيش الإسرائيلي أن حزب الله لم يكتف بامتلاك منظومات دفاع جوي متطورة تشكّل خطراً كبيراً على أنشطة سلاح الجو الإسرائيلي فوق لبنان، بل شغّلها بالفعل ووجّهها نحو المقاتلات الإسرائيلية. وبحسب المصادر نفسها، فإن الحزب "يلمح لإسرائيل بأنه جاهز للمواجهة المقبلة، والتهديد بإسقاط طائرات حربية إسرائيلية فوق السماء اللبنانية".
وأبلغت المصادر العسكرية الإسرائيلية موقع "واللا" العبري أن التكنولوجيا الجديدة التي باتت في حوزة حزب الله تعدّ تطوراً ملحوظاً في قدراته العسكرية، إذ "بإمكان الرادار الموجود لديه تشخيص الطائرات الحربية الإسرائيلية وتعقبها. وعملية التعقب في حدّ ذاتها تعدّ عملاً هجومياً لأنها تتعلق بالتحضير العملي لإطلاق الصواريخ واستهداف الطائرات". وأضافت أن طياري سلاح الجو الإسرائيلي الذين اعتادوا التحليق فوق الأجواء اللبنانية من دون عوائق، باتوا يواجهون في الأشهر الأخيرة تحديات من نوع جديد. وتشير المصادر العسكرية الإسرائيلية الى أنه "منذ أن بدأ الروس نشاطهم العسكري في سوريا، بما في ذلك إنشاء معسكرات هناك، بدأ حزب الله ضبط وتوجيه رادارات وبطاريات الدفاعات الجوية المنتشرة لديه في لبنان بهدف رصد الطائرات الإسرائيلية وتعقبها".
المنظومات المتطورة تشكّل خطراً كبيراً على أنشطة سلاح الجو الإسرائيلي

وعن ماهية التهديد الجديد، أكّدت المصادر أن "التكنولوجيا الجديدة لدى حزب الله تمكّنه من إقفال الرادار على الطائرة الحربية الإسرائيلية، الأمر الذي يعني ـــ بلغة عسكرية ــــ الإعداد لإطلاق صاروخ في اتجاهها بعد رصدها"، مشيرة الى أن ذلك حصل بالفعل. إلا أنها لفتت الى أن "المقاتلات الإسرائيلية مزودة بتجهيزات متطورة صنعت في إسرائيل، تسمح للطيار بتبيّن إذا كان الرادار المعادي مقفلاً تجاه طائرته وبأي مستوى. وفي مثل هذه الحالات، يفضّل الطيار تغيير مسار تحليقه، وخصوصاً عندما يكون الغرض من التحليق جمع معلومات استخبارية".
ووفقاً لمصدر عسكري إسرائيلي، "تنبع التحركات الأخيرة للحزب "من التقارب الوثيق بينه وبين القوات الروسية العاملة على الساحة السورية نتيجة للقتال المشترك ضد داعش. التنسيق القائم حالياً بين حزب الله وسوريا وروسيا غيّر كثيراً من قواعد اللعبة في المنطقة، وهو (الحزب) يقول لإسرائيل إنه جاهز للمرحلة المقبلة".
وذكّر "واللا" بأن مقاتلي الحزب تمكنوا إبان حرب 2006 من إصابة مروحية إسرائيلية من طراز "يسعور" بصاروخ مضاد للدبابات، رغم أنه كانت في حوزتهم آنذاك منظومات أسلحة مضادة للطائرات. إلا أن الحزب لم يتعرّض لسلاح الجو الإسرائيلي في ذلك الوقت لانعدام التوازن بين مستوى سلاحه ومستوى تسليح الجيش الإسرائيلي. "ولكن، بعد الحرب مباشرة، بدأ حزب الله بتسريع عملية استيعاب المنظومات المتطورة من أسلحة الدفاع الجوي التي تصله من إيران وسوريا".
ولفت الموقع العبري الى أن سلاح الجو الإسرائيلي عمد في السنوات الماضية الى استهداف قوافل أسلحة نوعية كانت في طريقها من سوريا الى حزب الله في لبنان، ولكن "بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، نجح الحزب في نقل منظومات دفاع جوي الى لبنان، ومن بينها منظومة SA-5، وهي عبارة عن صاروخ أرض ــــ جو مثبت، متوسط الى بعيد المدى من صنع روسي، قادر على اعتراض طائرات النقل والدوريات الجوية وطائرات التجسس من دون إسقاط المقاتلات. وهو يشكل عائقاً جدياً أمام العديد من أنواع الطائرات الإسرائيلية التي كانت حتى وقت قريب تحلق في شكل مريح فوق السماء اللبنانية".