لأنّ جمهوره على الفايسبوك يزيد عن عدد سكان لبنان، يحق له ما لا يحق لغيره! هكذا علّق أحد متابعي فيصل القاسم على صفحته على الفايسبوك، فامتلأ المذيع السوري الشهير زهواً، وانكب على صفحته الشخصية ساعياً إلى كسب معجب جديد طالما أن الملايين التي تتابعه على صفحته هي مجده الوحيد الذي يعيش عليه ليل نهار بعدما تحول برنامجه «الاتجاه المعاكس» على "الجزيرة" إلى غراب ينعق ذكورية وعنصرية وتحريضاً.
أراد القاسم أن يستثمر وقت فراغه، فاستعار خفة ظل توازي تلك الطرائف الهزيلة التي يكررها ممثلون بائسون على خشبات المسرح التجاري، أو تلك التي تصدح بها أشرطة كاسيت اشتهرت بها بسطات كانت تفترش أرصفة مراكز الانطلاق السورية، فكتب على صفحته على الفايسبوك بأنّ «إنجازات الجيش اللبناني تمثلت بتصوير فيديو كليب مع وائل كفوري وآخر مع نجوى كرم وكليب مع إليسا وكليب هيفا وهبي وأخيراً حرق مخيمات عرسال» ثم استطرد بتعليقات أخرى فراح يذكرنا بعدم «لوم الجيش اللبناني، بل لوم النظام السوري الذي ترك اللاجئين السوريين فريسة سهلة للهمجية والوحشية والفاشية». ولم يتوقف عند هذا الحد بل أكمل حملته بتعليق آخر قال فيه: «أن تسخر من الجيش اللبناني جريمة تاريخية. أما أن يفعل هذا الجيش الأفاعيل باللاجئين السوريين المساكين بطريقة فاشية، فهذا عمل وطني شريف». لكن سرعان ما حصد النشاط الافتراضي لـ «محراك الشر» أكله، عندما أشعل الفتن مجدداً. سرعان ما تحرك ناشطون لبنانيون بنية التقدم بدعوى صبيحة غد الإثنين ضد القاسم بتهمة التطاول على المؤسسة العسكرية والتعرض لهيبة الدولة والمس بالشعور الوطني، وهذا ما يعاقب عليه القانون اللبناني بالسجن بين ستة أشهر وثلاث سنوات. ثم تطور الموضوع على شكل احتجاجات ميدانية من شباب قيل إنّهم يتبعون لـ «التيار الوطني الحر» بمحاولة اقتحام مكتب الجزيرة في بيروت وطالبوه من خلال شعارات رفعوها بالاعتذار من الجيش اللبناني، أو إقالته من المحطة القطرية. كما اتهموه بأنه ينحدر من سلالة التكفير وينسجم مع الفكر الظلامي لـ «داعش». لكن قوى الأمن منعت المحتجين من اقتحام المكتب. وعلت أصوات إعلامية ترفض هذا الإجراء كرئيس مجلس إدارة lbci بيار الضاهر الذي ندّد باقتحام مكاتب الجزيرة في بيروت.