تشهد سوق السلاح في البقاع إقبالاً غير مسبوق على مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والفردية مع ذخائرها، بما فيها بنادق الصيد وخرطوشها المحشو بالقصدير والكرات الحديديّة.«نفدت كل كميات الأسلحة وذخيرتها الموجودة لدينا، حتى تلك التي يعتريها الصدأ والقديمة الصنع»، يؤكد أحد تجّار السلاح في البقاع الشمالي لـ«الأخبار». ويضيف: «ما سأقوله لم يعدّ سراً، والأمور أصبحت على المكشوف.

بكل صراحة، غالبية من يقبلون على شراء السلاح ينتمون الى الطوائف المسيحيّة، بمختلف ميولهم السياسيّة، إضافة الى قسم من أبناء الطائفة الشيعيّة الذين كانوا ولا يزالون يعارضون سياسة حزب الله وحركة أمل. هذا لا يعني أن الأمر يختلف عند أبناء الطائفتين السنيّة والدرزية، لكنه يجري بوتيرة أقل».
لا يخفي التاجر أنه وزملاءه في «الكار» استغلوا فرصة ما يجري على الساحة البقاعيّة لرفع أسعار الأسلحة وذخائرها، بعدما زاد الطلب عليها بشكل خيالي وعلى نحو غير مسبوق. «بعض الأسلحة تضاعف ثمنها ثلاثة أضعاف، خصوصاً البنادق الخفيفة والمسدسات بمختلف أعيرتها، بما فيها بنادق الصيد التقليدية والبومب أكشن مع خرطوشها المحشوّ بالكرات الحديدية أو القصدير». ويضيف: «يسعى الجميع الى اقتناء السلاح مهما كان ثمنه أو نوعه وفعاليته، كلٌ ضمن إمكاناته الماديّة»، لافتاً الى أن «مخازن كل الأحزاب والتيارات، بمختلف ميولها، فرغت من كميات الأسلحة المخبّأة بعد توزيعها، تلبيةً لرغبات مناصريها الذين كانوا قد رفضوا تسلّمها سابقاً». ويشير الى أن «القلق على المصير دفع بأبناء القرى المسيحية في البقاع الشمالي، المحسوبة على حزب مسيحي فاعل في 14 آذار، الى طلب السلاح من الأحزاب النافذة في تلك المنطقة. ولا أبالغ بالقول إن بعض هؤلاء أبدى استعداده للقتال الى جانب هذه الأحزاب في حال دعت الحاجة»، يقول الرجل الذي تربطه علاقات طيبة بمختلف الأطراف بحكم طبيعة نشاطه.
وعلى صعيد الأسعار، يوضح التاجر أن سعر بندقية الكلاشنيكوف، على سبيل المثال، ارتفع من 1400 دولار الى أكثر من 2500 دولار، ووصل ثمن الطلقة الواحدة الى حوالى 2750 ليرة لبنانيّة، بعدما كان ثمنها لا يتجاوز 1000 ليرة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى باقي أنواع البنادق الحربيّة وذخيرتها، بما فيها المسدسات بمختلف قياساتها. فقد قفز سعر كل طلقة عيار 9 ملم من 1500 الى 2500 ليرة». ويشير الى أن بعض المتمولين من فعاليات قرى البقاع الشمالي اشتروا كميات من البنادق الحربيّة ووضعوها في تصرف العشرات من أبناء هذه القرى الذين يتناوبون على تسلمها أثناء قيامهم بنوبات حراسة ليلية داخل بلداتهم وفي محيطها.