مساء أول من امس، تعمّد الرئيس نبيه بري إخبار زواره بأن بعض القوى السياسية وضعت نصب أعينها جلسة الثامن من شباط لانتخاب رئيس للجمهورية، وبدأت تعداد الأصوات، لتأمين نصاب الجلسة. بعض عارفي بري أكّدوا أنه يتهم الرئيس فؤاد السنيورة بمحاولة التلاعب بـ"النصاب السياسي" لجلسة الانتخاب التي لا مجال لعقدها من دون توافق. ويرى بري، على ذمة عارفيه، أن السنيورة يريد من هذه الخطوة حشد النواب المؤيدين لانتخاب النائب سليمان فرنجية في المجلس النيابي، لإحراج القوى المؤيدة للعماد ميشال عون، وإظهار "حجمها العددي". إزاء هذا الواقع، قرّر بري تسريب الخبر، لإتاحة المجال أمام الاتصالات اللازمة لإحباط مسعى السنيورة. وبالتأكيد، ليس هدف بري مما تقدّم دعم عون، وبينهما صراع مفتوح آخر مظاهره العلنية "أزمة" تعيين موظف في وزارة المال. لكن بري يرى أن البلاد لا تحتاج إلى مناورات إضافية، بل إلى توافق سياسي يؤدي إلى انتخاب رئيس. وتجزم مصادر بري بأن جلسة الثامن من شباط لن تنتج رئيساً من دون "النصاب السياسي" الذي يتأمّن بالتوافق.
وبالعودة إلى التعداد الذي أجراه بعض نواب المستقبل، فقد تبيّن أنهم توصلوا إلى أن الجلسة المقبلة ستحضرها الكتل الآتية:
المستقبل ٣٤ نائباً
الكتائب ٥ نواب
التنمية والتحرير ١٣ نائباً
جبهة النضال ١١ نائباً
المستقلون ١٢ نائباً
البعث نائبان
الأمير طلال أرسلان
ويفترض القائمون بهذا التعداد مقاطعة كتلتي حزب الله والتيار الوطني الحر والقومي والطاشناق، في مقابل رسم علامة استفهام حول حضور كتلة القوات اللبنانية التي لم يسبق لها أن قاطعت أي جلسة انتخابية.
وعلى هامش هذا "البوانتاج" طرح المعنيون به مجموعة من الأسئلة:
هل ستشارك القوات في الجلسة، أم ستقاطع الجلسة في سابقة هي الأولى لها وتتحول بيضة القبان في تأمين النصاب؟
هل يشارك فرنجية وكتلته والنائب إميل رحمة في الجلسة، علماً أن رئيس تيار المردة أكّد أنه لا يقبل بانتخابه رئيساً من دون أصوات حزب الله؟
يسأل المعنيون بالتعداد عن موقف فرنجية والقوات من جلسة الانتخاب المقبلة

وهل يمكن الرئيس نبيه بري أن يشارك في الجلسة ولو غاب المكونان المسيحيان الأساسيان عن الجلسة؟
وبعيداً عن هذه الأسئلة، نقل النواب عن بري قوله أمس إن "على اللبنانيين الإفادة من اللحظة القائمة لمواجهة كل الاستحقاقات، وأولها انتخاب رئيس الجمهورية"، مضيفاً أن "لبنان ثمرة ناضجة، وقطافها الآن أفضل قبل أن تسقط في المستقبل". وعبّر عن ارتياحه إلى قرار مجلس الوزراء تأمين الاعتمادات اللازمة لإجراء الانتخابات البلدية، مشيراً إلى "أننا كنا أول المؤيدين لإجرائها في موعدها". وكشف أن حركة "أمل" و"حزب الله" قطعا شوطاً في التحضير لهذا الاستحقاق. وقال: "إن عودة الحكومة لعقد جلساتها بشكل طبيعي تستوجب استئناف جلسات مجلس النواب لمواكبة هذا المسار والقيام بواجبه ومسؤولياته التشريعية".
رئاسياً أيضاً، التقى أمس سفراء فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وممثلون عن المملكة المتحدة والصين والسفير البابوي، بالإضافة إلى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مع البطريرك الماروني بشارة الراعي. وعبّر المجتمعون في بيان وزعته المنسقية الخاصة للأمم المتحدة في لبنان عن قلقهم البالغ لاستمرار الشغور الرئاسي، وشاركوا البطريرك قلقه بالنسبة إلى تآكل مؤسسات الدولة في غياب رئيس للجمهورية. ودعوا إلى أن يحضر جميع أعضاء مجلس النواب جلسة نيابية بشكل عاجل والمضي قدماً في انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.
من جهة أخرى، استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد، مترئساً وفداً قيادياً. وبحسب بيان للقومي، دعا الحزبان إلى "إتمام الاستحقاقات الداخلية وإنهاء الفراغ والشلل، وتفعيل عمل المؤسسات، حتى تتصدى للمسؤوليات الملقاة على عاتقها"، مشددين على "الإسراع في إنجاز استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ليشكل فاتحة الاستحقاقات الداخلية وانتظام عمل المؤسسات، ربطاً بقوانين وتشريعات وطنية، وفي مقدمها قانون جديد للانتخابات النيابية، يعتمد لبنان دائرة واحدة ومبدأ النسبية". ووجه الحزبان التحية إلى "جيش سوريا والعراق وجيش مصر لتحقيقهم إنجازات كبيرة في ميادين مواجهة الإرهاب والتطرف".