■ تكرّرون القول إن الحاج عماد مغنية هو قائد الانتصارين. ماذا يعني هذا القول عملياً؟ بحسب الهيكلية التي كانت معتمدة أواخر التسعينيات في الحزب، جمعت كلّ إدارة العمل الجهادي التنفيذية تحت إمرة الحاج عماد، وكان عدد كبير من الإخوة يعاونونه. وقد استمرّت هذه الصيغة حتى استشهاده. ولذلك، عندما حصل التحرير في عام 2000، وحرب تموز في عام 2006، كان الحاج عماد رحمة الله عليه هو المسؤول عن إدارة العمل الجهادي. وإن لم يكن ممكناً القول إنه في حرب تموز، كان فلان أو فلان مسؤولاً بشكل محدّد.

نحن لا ننسب الفضل لشخص واحد لأن حرب تموز هي عمل جماعي في المقاومة وفي الوضع الوطني العام. لكن الحاج عماد لعب دوراً أساسياً ومركزياً في الانتصار الأول وفي الانتصار الثاني، ولو بقي على قيد الحياة لما قلنا إنه قائد الانتصارين.

■ أين أصبح وعدكم بالانتقام له؟
هذا موضوع مفتوح. في أكثر من مناسبة قلت إن بعض الناس يفترضون أنه يمكن أن تستهدف مجموعة أشخاص، مجموعة مستوطنين أو إسرائيليين مسافرين إلى هذا البلد أو ذاك، أو قد تشن عملية تستهدفه في مكان ما وانتهى. تحقق ثأر الحاج عماد. في الحقيقة، نحن لا نفكر بهذه الطريقة. نحن نرى أن ثأر الحاج عماد ثأران. أولاً، في نفس استمرار بنية المقاومة وتطويرها وإمكاناتها واقتدارها واستعدادها لأي مواجهة وبصنع نصر جديد في أي مواجهة، لأن اسم الحاج عماد وروح الحاج عماد وعقل الحاج عماد موجودة في هذا كلّه. ثانياً، هو أن المحتل الإسرائيلي يعي أن الثأر آت حتى لو طال الوقت.

لا يوجد لدى الاسرائيليين
من يوازي الحاج عماد في الاعتبار السياسي والمعنوي
وهم يفكرون بأننا نبحث عن شخص أو هدف يقاربه. وفي الحقيقة، لا يوجد من يوازيه عندهم، ما قد يوازيه يُقارَب في الاعتبار السياسي والمعنوي للحاج عماد. يعني مجموعة أشخاص أو مجموعة قادة أو مجموعة اتخاذ القرار؟ نعم. الإسرائيليون يفترضون أن الهدف هو بهذا الحجم. لذلك يشددون إجراءاتهم الأمنية حول رئيس الوزراء ووزراء الحرب ورؤساء الأركان الحاليين والسابقين وقادة الأجهزة الأمنية الحاليين والسابقين. هم يفترضون أن أي ثأر للشهيد عماد مغنية لا يمكن أن يكون بأقل من هذا المستوى ولو طال الوقت.

■ هل تذكر سماحتك أنك سئلت عنه مرة وقلت لا نعرفه ولا نعرف أين هو؟
لم أقل أي مرة لا نعرفه. مرة واحدة قلت، في أول مقابلة أجريتها مع تلفزيون لبنان في عام 1993، ورداً على سؤال عما إذا كان الحاج عماد قيادياً في حزب الله، قلت لا. وحقيقة، وقتها لم يكن الحاج عماد في حزب الله. لم يكن هو ومجموعة من الإخوة الأساسيين في العمل الجهادي قد دخلوا إلى تشكيلات حزب الله. كان لديهم تشكيل مستقل وكانوا يعملون من خلاله، بمعزل عما إذا كان هذا التشكيل المستقل ما زال قائماً أو موجوداً. هذا بحث ثانٍ حتى لا نكون نقترب من أماكن حذرة.

■ هل تضع اغتيال الحاج حسان اللقيس في سياق اغتيال الحاج رضوان نفسه، أو هو رسم خط إسرائيلي أحمر جديد لأن حزب الله خرق خطاً أحمر في مكان ما؟
أنا أعتقد أنه جزء من الحرب الأمنية المفتوحة مع العدو. الموضوع ليس موضوع خطوط حمراء. نحن نعرف أن هناك عدداً من الأشخاص إذا استطاع الإسرائيلي أن يصل إليهم في أي وقت فلن يتأخر ولن ينتظر خطوطاً حمراء، تماماً مثلنا نحن الآن عندما كنا نتحدث عن موضوع الحاج عماد رحمة الله عليه. بالنسبة إلينا، أيضاً هناك مجموعة من الأهداف ترتبط بملف الحاج عماد مغنية، وهذا جزء من الحرب الأمنية المفتوحة بيننا وبين الإسرائيلي.