يوم الهدنة (أول من أمس)، أفاق الفلسطينيون على وقع صدمتين، الأولى استغلال الاحتلال ساعة ما قبل الهدنة لينفذ مجزرة بحق عائلة النجار في خان يونس جنوب قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من عشرين شهيداً، والثانية هول ما اكتشفوه في المناطق التي ركز الجيش الإسرائيلي قصفه عليها خلال الأسبوعين الماضيين. الحرب تطوي خلفها واحداً وعشرين يوماً، استفاد فيها الغزيون من اثنتي عشرة ساعة لانتشال جثث أقربائهم ومعرفة ما حلّ ببيوتهم. ووفق وزارة الصحة، فقد جرى انتشال نحو 147 جثة لشهداء في تلك الساعات.

ميدانياً، لا يزال الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليته البرية (الخميس قبل الماضي) يركز عمليات توغل آلياته داخل غزة في مساحة تتراوح ما بين 500 متر إلى 2.5 كلم متر فقط. وتشرح مصادر أمنية فلسطينية أن الآليات الإسرائيلية توغلت لمسافة 500 متر داخل الحدود الجنوبية الشرقية لمدينة رفح (جنوب)، لكنها انسحبت من المدينة صباح أول من أمس.
في محور مدينة خان يونس (جنوب)، تتوغل الآليات العسكرية في منطقة «الفخاري» على الحدود الجنوبية الشرقية للمدينة لمسافة كيلومتر واحد، ولمسافة كيلومترين داخل بلدة خزاعة الحدودية التي يقطنها 12 ألف نسمة، وجرى ارتكاب مجزرة كبيرة فيها. كما تتوغل الآليات ضمن محور مدينة خان يونس، بالمسافة نفسها (2 كلم) في منطقتي عبسان الكبيرة وعبسان الجديدة، وتتقلص مسافة التوغل الإسرائيلي في منطقتي بني سهيلا والقرارة إلى 1.5 كلم.

رفح هي المنطقة الوحيدة التي سجل فيها انسحاب بعد توغل قصير

أما المسافة الأوسع التي توغلت فيها الآليات الإسرائيلية من بين جميع المحاور، فهي داخل بلدة «جحر الديك» حيث تقدمت لمسافة 2.5 كلم، وهذا يرجع إلى كون المنطقة زراعية ومفتوحة، وفق المصادر نفسها. وبالاتجاه نحو الشمال، فإن الجيش الإسرائيلي توغل كيلومترين ليصل إلى أطراف الأحياء الشرقية لمدينة غزة (الزيتون والشجاعية والتفاح)، وذلك بعدما قصف هذه المناطق بمئات القذائف المدفعية وارتكب مجازر كبرى أيضاً.
الى بلدة جباليا (شمال)، فقد دخل الاحتلال مسافة كيلومتر واحد حتى أطراف البلدة. ورغم أن المناطق الحدودية لبلدتي «بيت حانون» و«بيت لاهيا» (شمال) مناطق زراعية ومفتوحة، فإن الآليات الإسرائيلية لم تعبر داخلها لمسافة تزيد على كيلومترين في بيت حانون، وكيلو واحد في بيت لاهيا.
وتسببت الحرب منذ بدئها حتى منتصف الليل، وفق وزارة الصحة، باستشهاد 1032 مواطناً، وإصابة أكثر من 6233، مع الإشارة إلى أن 285 من مجمل الشهداء ذهبوا ضحايا 53 مجزرة مباشرة بحق عائلات مدنية في بيوتها. كما تسببت الغارات بتدمير 1960 وحدة سكنية، وتضرر 22600 وحدة أخرى جزئياً، منها 1680 «غير صالحة للسكن»، وفق معلومات أولية.
وبعد إعلان المقاومة قبولها تهدئة مقترحة من الأمم المتحدة لمدة 24 ساعة، على أن تبدأ ظهر أمس، عادت إسرائيل لتكمل عملياتها العسكرية، ما دفع الفصائل إلى الرد بإطلاق الصواريخ على المدن المحتلة، فيما جرى الحديث عن وقوع قتلى وإصابات في صفوف الإسرائيليين الذين اعترفوا حتى اللحظة بمقتل 43 جندياً وضابطاً وثلاثة مدنيين، وإصابة أكثر من 463، وفق الرواية الإسرائيلية، لكن المقاومة تقول إنها قتلت أكثر من 80 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)