أرسلت «الجامعة اللبنانية الأميركية» صبيحة الأربعاء 30 آذار/ مارس الماضي رسائل إلى طلابها عبر البريد الإلكتروني تخبرهم أنه «مع دولرة الاقتصاد اللبناني، لم يعد بإمكاننا الاستمرار في المسار المالي ذاته، لذا سيتحوّل دفع جميع الرسوم الدراسية إلى الدولار». وبرّرت ذلك «باتّساع الفجوة بين ما نتقاضاه وما نسدّده من رسوم تشغيلية، وهجرة أساتذتنا الأكفاء». وعليه، نفّذ عشرات الطلاب تظاهرة أمس وسط الحرم الجامعي في بيروت، ليعبّروا عن رفضهم تسديد الأقساط بالعملة الأجنبية، مهدّدين بمقاطعة الدروس والامتحانات ما لم تعدل إدارة الجامعة عن قرارها.
انقر على الجدول لتكبيره

سأل أحد الطلاب زملاءَه خلال الاعتصام: «كم من واحد منكم طأطأ رأسه أثناء إخبار أهله بالقرار الأخير؟ وكم من واحد لاحظ الدموع التي تراكمت في عيونهم بعدما سمعوا به»؟ تقول الطالبة سارة بيطار، سنة أولى تمريض، إن «القرار ظلمها»، فهي «تتكل على المنحة الدراسية، وبالكاد تسدّد ما تبقّى من الأقساط، فكيف الحال مع هذه الزيادة الكبيرة»؟ والدة سارة أستاذة في التعليم الرسمي، ووالدها متقاعد، «لن يتمكّنا من تحمّل هذه الأعباء المادية حتماً». لذا تبحث عن جامعة أخرى، لكنّ «الجامعات الخاصة ستلحق بالجامعة اللبنانية الأميركية عاجلاً أم آجلاً، أما الجامعة اللبنانية فصحيح أنها لا تكلف مبالغ طائلة إلا أنها تكلف الطالب ضغوطات نفسية وتهدّد مصيره التعليمي».
تظاهرة الأمس نُفّذت بدعوة من جميع الأحزاب والنوادي في الجامعة الذين وقفوا معاً هذه المرة لحماية مصلحة الطلاب. أما المجلس الطالبي «الذي انتخبناه ليقف إلى جانبنا فقد باعنا عند أول مفترق وراح يبرّر هذه الزيادة عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي»، بحسب طالبة الصحافة والإعلام، سنة أولى، ميسون طفيلي. وقد ظهرت نقمة الطلاب على المجلس في الاعتصام، علماً أن المجلس أدان هذا القرار «الجائر»، كما وصفه، داعياً الأطراف السياسية الناشطة في الحرم إلى «التمرّد عليه». هذه الأجواء لم تؤثر على الطلاب الذين وجّهوا البوصلة في اتجاه إدارة الجامعة ورئيسها ميشال معوض. فرفعوا شعارات مندّدة بقرار «دولرة» الأقساط، من بينها: «يا للعار ويا للعار، باعوا الليرة بالدولار»، و»التعليم حق مش سلعة»، جازمين أنهم لن يدفعوا الأقساط بالدولار، «فإذا كانت إدارة الجامعة تمرّ بأزمات مالية، فلن يكون الحل على حسابنا».
يُذكر أنه في التاسع من كانون الأول عام 2020، حدّدت الجامعة أقساطها على سعر صرف 3900 ليرة للدولار الواحد. ثم أصدرت في شباط الماضي قراراً باستيفاء 35% من الرسوم على سعر صرف 8000 و65% على سعر صرف 3900. لم تتوقف عن هذا الحد، وقرّرت تحويل قيمة الأقساط إلى الدولار بالكامل. «لم تغيّر الجامعة أقساطها منذ ثلاث سنوات، ما تغيّر هو قيمة هذه الأقساط بالليرة اللبنانية حسب سعر الصرف»، كما يقول نائب رئيس شؤون الطلاب عبدو غيه. ويوضح الجدول المرفق كيف تغيّرت قيمة الأقساط بالليرة اللبنانية لثلاثة تخصّصات جامعية.
يؤكد غيه أن «أحداً من الطلاب لن يغادر الجامعة بسبب عجزه عن تسديد الأقساط». كيف سيحصل ذلك؟ يجيب: «سنزيد نسب المنح الدراسية بعدما حصلنا على دعم خارجي بقيمة 100 مليون دولار من أجل مساعدة الطلاب المتعثّرين في الدفع. وفي حين يستطيع عدد من الطلاب الميسورين تسديد هذه المبالغ، سنقدم إلى غير الميسورين مساعدات مادية تبدأ من حسم 10% على الأقساط وتصل إلى 95% في بعض الحالات، بحسب الأوضاع المعيشية لكل طالب». إلا أن الطلاب رفضوا أن «يتركوا رقابهم معلّقة بين يدي إدارة الجامعة». تقول إحدى الطالبات: «قرار المنح الدراسية استنسابي وغير مضمون، فمن يضمن ألا تحجبه الجامعة عنّا في نصف العام الدراسي بحجة تراجع المعدّل (GPA) أو بحجة السلوك؟».