حسمُ العهد للّقب الدوري اللبناني باتت مسألة وقت. هذه العبارة كانت حاضرة في كلام كل المتابعين بعد نهاية مباراة متصدر الترتيب العام مع شباب الساحل (4-1)، وقبلها نهاية مباراة البرج وصيفه مع الأنصار، والتي خسرها الأول 0-3.بين ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية، وملعب صيدا البلدي اختلفت الصورة، فهي بعدما كانت في الأسبوع الماضي سلبية للعهد بتعادله مع الأنصار، باتت سيئة بالنسبة الى البرج الذي اصطدم بالأنصار نفسه، متلقّياً أوّل هزيمة له هذا الموسم.
هزيمةٌ لم تكن مقبولة بالنسبة الى البرجيين في هذه المرحلة، وخصوصاً أنهم كانوا يأملون أن يخرجوا بانتصارٍ جديد وأن يتفادوا خسارة أولى، وأن يفرضوا قمةً ضاغطة على العهد في الجولة المقبلة من سداسية الأوائل.
لكن إحدى العلامات الفارقة في هذه المعادلة كان الأنصار الذي ضرب بالثلاثة ليؤكد أحقّيته في الوجود في المركز الثالث بأهداف: فايز شمسين، أحمد حجازي والفلسطيني محمد حبوس.
هدف الأخير الذي حمل مهارةً كبيرة ترك ندماً عند جمهور «الأخضر» حول ما فاته هذا الموسم، أوّلاً بسبب ابتعاد حبوس عنه، وثانياً باستفاقته المتأخرة التي لو حضرت منذ بداية الموسم لكان الفريق لا يزال مدافعاً عن لقبه.
بطبيعة الحال، أداء العهد هو علامة فارقة بحدّ ذاتها، إذ إن الثقة الموجودة عند هذا الفريق تركته يعيش حالة هدوء تام على أرضية الميدان. هدوءٌ تقاطع مع ضجيج الأهداف العهداوية التي وقّع على اثنين منها الهدّاف التونسي أحمد العكايشي، إضافةً الى هدفٍ آخر للشاب حسن سرور، والأهم بالنسبة الى العهداويين كان هدف العائد أحمد زريق الذي ذكّر بما يملكه العهد من أوراق رابحة سيستخدمها في الوقت المناسب.
شهدت مباراة النجمة والصفاء أحداثاً كثيرة وحالات طرد بالجملة


أوراقٌ عدة أساسية واحتياطية، وجدت نفسها مرتاحة في تناقلها الكرة والوصول الى الشباك، بينما كانت أبرز مكاسب الساحل، الذي سجّل هدفه الوحيد محمد جعفر من ركلة جزاء، هي إشراكه العديد من اللاعبين الناشئين في ظل الغيابات الكثيرة التي عاناها. كل هذا من دون الانتقاص من المجهود الذي قام به لاعبوه والإزعاج الذي فرضه المهاجم النيجيري كريستيان أوبيوزور بقوته البدنية ومشاكساته، وهو ما يرجّح إمكانية اهتمام عددٍ من الأندية اللبنانية به في الفترة المقبلة، وخصوصاً أن طريقة لعبه تلتقي مع صورة لاعبين أفارقة سبق أن برزوا بعد خروجهم من الملاعب اللبنانية، وتحديداً مهاجم الساحل السابق عبد العزيز نداي الذي أصبح هدافاً مخيفاً مع الوحدات الأردني بعدما عابه إهدار الفرص الكثيرة في معظم مبارياته في لبنان، ما وجّه أسهم الانتقاد إليه بكثرة.

أزمة النجمة تتفاقم
ضجّة لقاءي القمّة، قابلها ضجيج أكبر في ملعب أمين عبد النور في بحمدون حيث سقط النجمة بشكلٍ مفاجئ أمام الصفاء صاحب المركز الأخير 1-2.
انتصارٌ احتاج إليه الصفاء (13 نقطة) بشدّة بعد فوز كلّ من الحكمة (14 نقطة) والإخاء الأهلي عاليه (15 نقطة) في هذه الجولة. لكن الفوز الصفاوي حمل معه الكثير من المشاهد؛ منها احتساب ركلتَي جزاء لمصلحته وسجّل لاعب وسط النجمة السابق أحمد جلول الهدفين، مقابل هدفٍ ثامن هذا الموسم لثاني ترتيب الهدافين محمود سبليني.
ضجّة بحمدون كانت نتيجتها الكثير من الاعتراضات النجماوية، منها للجمهور الذي بقي خارج الملعب ولم يتمكن من الدخول، ومنها في أرض الملعب حيث طُرد المدرب موسى حجيج لاعتراضه على التحكيم، والحارس علي حلال والمدافع ماهر صبرا.
أحداثٌ من شأنها رفع مستوى التوتر حول النجمة، والذي بدأ مع خوضه سداسية الأواخر مرغماً، واستمر مع التظاهرات الواسعة في الشارع المُطالِبة باستقالة رئيس النادي، واكتملت مع توقّف التمارين التي بلا شك أدّت بشكلٍ أو بآخر دوراً في عدم ارتقاء الفريق الى مستوى التحدّي الذي واجهه أمام أضعف فرق الدوري، فكانت بالتالي الخسارة التي من شأنها أن تضيف المزيد من الآلام الى النادي الذي لطالما خلق أفراح اللعبة في لبنان قبل أن يتسلّل إليه الحزن بعدما دخل في دوامة الخيبات والإخفاقات والمشكلات.