فرضت اتحادات دولية عدة عقوبات قاسية على الرياضة الروسية، لكن اللهجة الأعلى والعقوبات الأقصى اتخذتها بريطانيا بتوجيه من رئيس وزرائها بوريس جونسون. طالب جونسون بحرمان روسيا من استقبال أي مباريات أو أحداث رياضية... ويبدو أن القائمة قد تمتد لتشمل مالك تشيلسي الروسي رومان أبراموفيتش في المستقبل القريب.هكذا، وللحؤول دون إلحاق الضرر بالنادي اللندني، سلّم أبراموفيتش زمام الأمور إلى مجلس أمناء مؤسسة تشيلسي الخيرية، وأشار في بيان الى أن المؤسسة «في أفضل وضع لتتولى إدارة مصالح النادي. لقد كنت باستمرار أتخذ القرارات التي تصب في مصلحة النادي في القلب. لا أزال ملتزماً بهذه القيم».
وبعد قرار التنحي او تعليق العمل، طلب صندوق أنصار تشيلسي من النادي تقديم توضيح حول كيفية الإدارة بشكلها الجديد، ليردّ مجلس أمناء مؤسسة تشيلسي الخيرية بأن العمل قائم «من أجل ضمان المصلحة الطويلة المدى للنادي والداعمين». ثم أعلن في بيان موقفه من العملية العسكرية في أوكرانيا، قائلاً «نحن نقف مع شعب أوكرانيا».
وينصّ الاتفاق الجديد على ان يتولى كل من بروس باك وجون ديفاين وإيما هايز وبيارا باوار وهيو روبرتسون زمام الأمور قي الإدارة الجديدة. أما بالنسبة لعمليات الانتقالات في الميركاتو، فستواصل المديرة التنفيذية مارينا غرانوفسكايا والمستشار الفني بيتر تشيك والمدرب توماس توخيل العمل في حدود الميزانيات التي حددها النادي، وسبق لهذا الأخير أن اعترف بأن هناك «الكثير من الشكوك حول وضع نادينا». كان ذلك قبل إعلان أبراموفيتش تنحّيه عن رأس الإدارة.
لم يرد اسم أبراموفيتش حتى الآن ضمن قائمة الشخصيات التي شملتها العقوبات البريطانية او حتى الأوروبية والدولية، لكنه لم يغب عن تصريحات مختلفة في بريطانيا طالب أصحابها باستهداف الملياردير الروسي، حيث قال كريس براينت، وهو عضو حزب العمال البريطاني لمجلس العموم هذا الأسبوع إنه لا ينبغي السماح لأبراموفيتش بامتلاك نادٍ إنكليزي.
ترك إدارة تشيلسي لمجلس أمناء المؤسسة الخيرية يبعد النادي عن دائرة العقوبات


وأثار إعلان أبراموفيتش بالابتعاد عن النادي الجدل الكبير في الوسط الرياضي، وأكّد خبير تمويل كرة القدم كيران ماغواير أن الكلمات التي استخدمها مالك تشيلسي «ليست الكلمات التي نستخدمها عادة من منظور قانوني. لقد قال إنه يسلّم السيطرة إلى المؤسسة الخيرية للنادي، لذلك لن يكون الشخص الذي يتخذ القرارات النهائية في ما يتعلق بميزانية الانتقالات والمدير والعناصر الرئيسية الأخرى للنادي». ثم أشار ماغواير إلى أن نادي تشيلسي مملوك لشركة تدعى «Fordstam»، وقد اقترضت 1.5 مليار جنيه استرليني من شركة تدعى «Camberley International»، مقرها جزر فيرجن البريطانية، ويدير هذه الشركة رومان أبراموفيتش، لذلك فهي بالفعل «هيكلة معقدة إلى حد ما».
ورجّح ماغواير بأن أبراموفيتش سيشعر بالقلق إذا حاولت حكومة المملكة المتحدة الاستيلاء على أصوله، حيث ستشمل تلك الأصول نادي تشيلسي لكرة القدم ما يثير التساؤل حول كيفية تمويل النادي في المستقبل. لذلك، ومن خلال نقل الملكية إلى المؤسسة الخيرية، سيكون الفريق القانوني لأبراموفيتش قادراً على القول بأنه لا يمكن للحكومة الاستيلاء على تشيلسي.

مشاكل قديمة
تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أبراموفيتش لمشاكل في بريطانيا، حيث تم منع رئيس تشيلسي من دخول إنكلترا إثر خلافات سياسية مع روسيا ليغيب بذلك عن ملعب ستامفورد بريدج منذ عام 2018. انهالت حينها العروض على أبراموفيتش لبيع النادي، وخاصةً بعدما أوقف العديد من استثماراته داخل إنكلترا، ومنها عملية ترميم ملعب الفريق التي كانت تُقدّر بـ 500 مليون يورو، غير أنه رفض كلّ العروض. وبالنسبة للوضع الحالي، يبدو أبراموفيتش رافضاً لفكرة بيع النادي أيضاً، إذ تربط "الحوت الروسي" علاقة وطيدة بتشيلسي منذ أن اشتراه في عام 2003، وحقق معه منذ ذلك التاريخ كل الألقاب المحلية والقارية الممكنة.
سبق أن خسر أبراموفيتش قرابة 2.4 مليار دولار إثر تداعيات فيروس كورونا، بحسب صحيفة «Moscow times» الروسية. ورغم أن ثروته لا تزال تبلغ 10.95 مليارات دولار، قد تؤدي الخسارة إضافةً الى التضييقات البريطانية إلى عدول أبراموفيتش عن قرار بيع النادي في المستقبل. المستثمرون في حالة تربّص لأي قرار يُصدره الملياردير الروسي، الذي ينتظر بدوره العقوبات البريطانية المحتملة، لمعاينة الأضرار.

حلول ممكنة
نقلت شبكة «سكاي نيوز» عن متحدث باسم رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش أنه يحاول المساعدة في إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا. وقال المتحدث باسم أبراموفيتش: «أستطيع أن أؤكد أن الجانب الأوكراني اتصل برومان أبراموفيتش لطلب المساعدة في البحث عن تسوية سلمية، ومنذ ذلك الحين يحاول المساعدة». وذكرت شبكة سكاي نيوز أن منتج الأفلام الأوكراني ألكسندر رودنيانسكي توجه إلى أبراموفيتش بطلب للمساعدة في حل الأزمة الدائرة في أوكرانيا من خلال علاقاته المميزة مع عدد من الجهات هناك، والتي يمكنها الضغط على جهات غربية، بينما يتفاوض هو مع الجانب الروسي. الأزمة تبقى مفتوحة، والأكيد ان أبراموفيتش ليس بذلك اللاعب السهل الذي يمكن ان يخسر بسهولة، وحاجة البريطانيين والغرب إليه من اجل الدخول على خط المفاوضات يمكن ان تكسبه المعركة التي كسب منها جولة مهمة حتى الآن.



إيقاف المنتخب والاندية


استبعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) روسيا من كأس العالم للعبة، مع إعلان إيقاف كل المنتخبات الروسية الوطنية وأنديتها «حتى إشعار آخر» وذلك في بيان مشترك مع الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا). ولن يتمكن المنتخب الروسي بالتالي من خوض الملحق المؤهل إلى مونديال قطر 2022 ضد بولندا، علماً بأنه كان سيستضيف مباراة الذهاب في 24 آذار/مارس المقبل، كما لن يتمكن منتخب السيدات أيضاً من المشاركة في كأس أوروبا المقررة في إنكلترا في تموز/يوليو المقبل. وتم أيضا استبعاد نادي سبارتاك موسكو، الممثل الوحيد لروسيا في المسابقات