رغم انتظار الجميع مباراة قوية بين المكسيك والكاميرون، لم يكن المنتخب الأفريقي على مستوى التوقعات. استعد المنتخبان جيداً للمونديال، وكانت جماهيرهما حاضرة بحرارة في الملعب، رغم الأمطار الغزيرة التي غطت الشوارع المجاورة لملعب «أريناس داس دوناس» مرتفعةً سنتيمترات عن الأرض. تجلى هذا الاستعداد بنحو ممتاز من ناحية المكسيكيين. سيطرة وضغط متواصل في الشوط الأول لم ينقصهما سوى اللمسة الأخيرة.
هذه اللمسة كانت موجودة فعلاً في الدقيقة 11 بهدفٍ صحيح سجله جيوفاني دوس سانتوس لم يحتسبه الحكم الكولومبي ويلمار رولدان بداعي التسلل. بعد ذلك، جاءت أول فرصة للكاميرون بعد ربع ساعة على انطلاق المباراة. ركلة ركنية سجلوا عبرها هدفاً غير محتسب أيضاً بداعي التسلل. استيقظت «الأسود» الكاميرونية بضع دقائق، وأكملت هجومها في الدقيقة 17 من خلال تسديدة قوية. في الدقيقة 21، وفي أخطر هجمة للكاميرون، مرر بونوا اسو - إيكوتو كرة عرضيةً الى صامويل إيتو الذي سددها واصطدمت بالقائم.
في الدقيقة 26، عاد المكسيكيون من ركلة حرة وصلت إلى رأس رافايل ماركيز الذي كان وحيداً من دون أي متابعة دفاعية، لكنه أضاعها على نحو غريب. تكررت الأخطاء التحكيمية غير مرة. ففي الدقيقة 30 سجل النجم الموهوب دوس سانتوس ثانيةً، هدفاً صحيحاً بعد ركلة ركنية تابعها برأسه ألغاه الحكم أيضاً بداعي التسلل!


بدت الكاميرون
2014 أسوأ من الكاميرون 2006
اعتمد المكسيكيون، وأتقنوا لعبتهم تماماً، على لمسات سريعة قصيرة بينية أحياناً، وأحياناً أخرى على الكرات الطويلة، على الجهتين اليسرى واليمنى، ومن العمق أيضاً. في المقابل، كان الكاميرون ومدربه الألماني فولكر فينكه مخيباً. سابقاً، قال فينكه إن كاميرون 2006 تغيّر ولن يعتمد على الأداء البدني القوي، بل على اللعب بطريقة خططية. لكن أيّاً من هذا لم يُترجم على أرض الملعب، بل حتى إنه بدا أسوأ من السابق.
في الشوط الثاني، تحسنت الكاميرون بعض الشيء، ما أدى إلى ركلة حرة خطيرة من إيكوتو، مرت بعدما تغير اتجاهها لاصطدامها بحائط الصد بمحاذاة القائم (57). ثم عاد الضغط المكسيكي وتواصل، حتى أنصفتهم الكرة وتمكنوا من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 61 عبر أوريبي بيرالتا، الذي سدد الكرة داخل الشباك، بعدما ارتدت من الحارس شارل إتاندجي إثر تسديدة سابقة من دوس سانتوس. في الوقت المحتسب بدل ضائع، كان الكاميرون قريباً من تسجيل هدف التعادل برأسية خطيرة، لكن الحارس غييرمو أوتشوا كان بالمرصاد.
المكسيك استحقت الفوز، علها تستمر لتحقق ما يماثل إنجازاتها الأفضل في بطولتي 1970و1986 بالتأهل إلى الدور ربع النهائي.
(الأخبار)