أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن «الحزب يتعامل مع التهديدات الإسرائيلية جدّياً»، لكن «حجم انتشار القدرة الصاروخية للمقاومة وعدد الصواريخ لا يتيحان للعدو أن يقوم بشيء ضد لبنان»، متسائلاً: «هل يعرف الإسرائيلي عدد الصواريخ الدقيقة أو أماكنها مثلًا؟».وفي مقابلة مع قناة «العالم» الإيرانية، أمس، شدّد نصر الله على «أننا لا نحبّ الحرب، لكننا لا نخشاها ولا نتخلى عن لبنان ومصالح البلد»، و«لم نسكت سابقاً عن قصف الفلوات، فكيف إذا طاولَ القصف أهدافاً حقيقية». وكرّر بأن «الحزب سيُسقِط المسيرات وسيبعد خطرها وتهديدها، ولذلك فعَّلت المقاومة سلاح الدفاع الجوي»، و«منذ تفعيل هذا السلاح تراجعت حركة المسيّرات للعدو بشكل كبير جداً وتغيرت مساراتها». وتوجه الى العدو بوضوح بأن «حجم القدرات الموجودة كمًا ونوعًا والقدرة البشرية الموجودة التي لا سابق لها في تاريخ لبنان، بل في تاريخ المقاومات بوجه العدو، لا تمكنه من القضاء على المقاومة في أي حرب»، مشيراً إلى «أمور مخبأة لمفاجأة العدو في أي حرب قادمة».
ولأن حزب الله «لبناني من قيادته إلى كل عناصره وأهله وناسه وينتمي إلى هذا البلد وتاريخه ونسيجه الاجتماعي، وقراره لبناني ويأخذ مصالح لبنان ومصالح شعبه بشكل أساسي»، اعتبر أن «مَن يجب أن نناقشه اذا كان حزباً لبنانياً أو لا هم بعض من يأتمرون بتوجيهات السفارات ويتآمرون على المقاومة. وليقولوا ماذا قدموا للبنان منذ 2005 غير الصراعات ووضع البلد على حافة الحرب الأهلية (...) هؤلاء لا برنامج لهم لإنقاذ لبنان وليس لديهم ما يقدمونه للناس سوى الهجوم على المقاومة وإيران، وهؤلاء سقطوا في امتحان السيادة والحرية منذ زمن».
ولفت نصر الله إلى أنَّ «السفيرة الأميركية تتدخل بالانتخابات النيابية، ووفود من السفارة الأميركية تجول في البلد وتتدخل بالانتخابات، والنفوذ الأميركي هو نفوذ سياسي ومالي وعسكري (...) النظام المصرفي في لبنان كله تابع لقرارات وزارة الخزانة الأميركية، والسفارة الأميركية هي أداة للمخابرات الأميركية، ومبنى السفارة الجديد هو مركز للتجسس على دول عدة في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف: «لا توجد قواعد عسكرية أميركية في لبنان، لكن لديهم حضور في المؤسسة العسكرية وهناك ضباط أميركيون في اليرزة والسفيرة الأميركية لا تتعزل من هناك ولازقة بالجيش».
وأكّد أن «الأميركيين طلبوا أكثر من مرة التفاوض مع المقاومة وعلى مدى سنوات قبل الـ 2000 وبعدها. وفي الآونة الأخيرة هناك محاولات لفتح قنوات اتصال من خلال وسطاء، وقلنا إنَّه ليست هناك حاجة لهذا التفاوض ونحن أعداء».
وعن الورقة الكويتية، قال إنها «لم تُرسل إلينا لنقدم جواباً عليها، ومن غير المناسب أن يُلزم لبنان بإطار زمني للرد عليها»، و«كان من الأفضل الذهاب إلى حوار بين لبنان والدول العربية، وهذا حوار نؤيده». ولفت الى أن «الجميع يعرف أن هناك تدخلاً سعودياً وإماراتياً في لبنان، لكن الورقة لم تلحظ ذلك».
وعن الانتخابات النيابية قال إن «أصل عنوان حضورنا في المجلس النيابي ينطلق من أسس واضحة، والعنوان الأول حماية المقاومة ومجتمع المقاومة، والشعار المرفوع اليوم من قبل الدول الممولة هو محاربة المقاومة»، واعتبر أن من المهم أن «يكون أصدقاء المقاومة في البرلمان كُثراً لتشكيل دفاع عنها».
حجم قدراتنا كماً ونوعاً والقدرة البشرية الموجودة لا سابق لها في تاريخ المقاومات


وكشف نصر الله أنَّ «حزب الله تمنى على الرئيس الحريري أن يصرف النظر عن تعليق العمل السياسي، وكان هذا القرار مؤسفاً والتواصل والتعاون سيستمر مع تيار المستقبل»، معتبراً أن «غياب تيار كبير مثله له تأثير كبير على الانتخابات. حتى الآن، المشهد غير واضح». أما الحديث عن تطرف بعد تيار المستقبل فـ«مبالغ فيه لأن الوضع العام لدى أهل السنّة في لبنان هو الاعتدال، والحديث يجب أن يكون في ماذا ستكون عليه التأثيرات السياسية بعد تيار المستقبل». وشدد على أنَّ «التكهنات عن الأغلبية لا داعي لها، ولا يزال هناك وقت للانتخابات والأكثرية النيابية لا تؤدي إلى تغيير جوهري».
وفي ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، اعتبر نصر الله أن «إيران اليوم نموذجٌ لدولة ذات سيادة حقيقية، وحرية كاملة يختار فيها الشعب من يمثله بشكل حقيقي، في حين أنَّ كثيرين في المنطقة ممن يتحدثون عن الاستقلال والسيادة هم أتباع سفارات». وأكد أن أي حرب مع إيران ستؤدي إلى تفجير المنطقة بالكامل، علماً بأن أولويات أميركا اليوم ليست خوض حرب مع إيران إنما المواجهة مع روسيا والصين»، و«ما يقوله الإسرائيلي حول التهديدات بالحرب على إيران هو تهويل. فأغلب المستوى العسكري يعارض الضربة العسكرية لأنها لن تكون مجدية».
وعن الوضع في اليمن سأل نصر الله: «إذا كانت الإمارات من زجاج فلماذا تتدخل بالحرب؟». وأكد نصر الله أنَّ «الحرب الكونية على سوريا انتهت ولم تستطع أن تؤتي ثمارها»، لافتاً إلى أن «هناك مشروعاً لإعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، وبالتالي المخاطر ما زالت قائمة».
وأعلن أنَّ «بعض الأهداف التي تُقصف في سوريا تابعة لحزب الله وأرسينا سابقاً معادلة أنّ أي شهيد لنا سنردّ من لبنان أو من سوريا، ولنا بذمّة العدو شهيدان وهو يحاول أن لا يسقط شهداء لنا خوفاً من الرد، ونحن ما زلنا نلتزم بالمعادلة».