صنعاء | على عكس «الانتصارات» التي تُروّج لها وسائل إعلام التحالف السعودي - الإماراتي في محافظة البيضاء، تجري المواجهات في ثلاث جبهات في أقصى المحافظة من اتجاهات مختلفة، من دون مكاسب كبيرة على الأرض للقوات الموالية لـ"التحالف"، باستثناء اختراق عسكري حقّقته ميليشيات "العمالقة" الجنوبية، بمساندة قبائل آل حميقان، في مديرية الزاهر، بينما فقد تنظيم "القاعدة" العديد من مواقعه خلال المعارك التي دارت بينه وبين الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" خلال اليومين الماضيين في مديرية الصومعة. وبالتزامن مع ذلك، سُجّلت مناوشات بين قوات صنعاء وميليشيات سلفية متشدّدة في مديرية ذي ناعم، فيما لم تتحرّك، بشكل كبير إلى الآن، جبهة ناصع الواقعة على التماس مع محافظة شبوة. وعلى مدى الأيام الماضية من المواجهات، التي استهدفت تشتيت جهود الجيش و"اللجان" وإلهاءهما عن معركة مأرب - وهو ما لم يحدث حتى اليوم -، لم تشارك قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، بفعّالية في هذه الجبهات التي لا تتبع وزارة دفاع هادي، بل تخضع لإشراف سعودي - أميركي مباشر، وفق تأكيد مصادر مطّلعة. وعلى رغم صدور توجيهات سعودية لمحور البيضاء العسكري، المكوّن من عدد من الألوية، بالتصعيد وتعزيز الميليشيات الجنوبية الموالية للرياض والتنظيمات الإرهابية، لم تُحرّك وزارة دفاع هادي قوّاتها على اعتبار أن ساحة المعركة خارج سيطرتها، في حين لم يُكتَب لمحاولات تحريك محور بيحان، النجاح.واستطاعت قوات صنعاء، مسنودة بعدد من القبائل، استعادة عشرات المواقع في مديرية الزاهر. وأفادت مصادر عسكرية في البيضاء بأن الجيش و"اللجان" نجحا، خلال الأيام الماضية، في استدراج "العمالقة" والميليشيات المسانِدة لها إلى كمائن وحقول ألغام في المديرية التي تقع على بعد 16 كيلومتراً من مركز محافظة البيضاء، ثمّ نفّذا التفافات مُحكمة أسفرت عن استعادة معظم المواقع التي كانا قد خسراها. وفي مديرية الصومعة، المعقل الرئيس لتنظيم "القاعدة"، خاضا مواجهات عنيفة مع التنظيم، وتَقدّما باتّجاه مركزه الرئيس، وذلك بعد قيام "القاعدة" بذبح أحد أسرى قوات صنعاء بطريقة وحشية. وأشارت المصادر إلى أن تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت الثلاثاء من المنطقة العسكرية الرابعة التابعة لقوات صنعاء إلى محافظة البيضاء، مُبيّنةً أن من بينها وحدات متخصّصة على قدر عالٍ من التدريب. وجاء ذلك في وقت توعّد فيه الجيش و"اللجان" بالاستمرار في العمليات حتى استعادة كامل محافظة البيضاء.
استطاعت قوات صنعاء، مسنودة بعدد من القبائل، استعادة عشرات المواقع في مديرية الزاهر


من جهتها، أكدت مصادر محلية، لـ"الأخبار"، أن المعارك في عدد من جبهات البيضاء تشهد كرّاً وفرّاً، مضيفة أن "كلّ طرف يوجد في اتجاه من المديرية، ولا صحّة لسقوطها بشكل كامل بيد القوات الموالية لـ"التحالف"، وتَوجُّه الأخيرة نحو مركز المحافظة. وأرجعت المصادر انسحاب الجيش و"اللجان" من مركز مديرية الزاهر إلى "حرصهما على حياة المواطنين وعدم تعريض المدينة للدمار"، موضحة أن قوات صنعاء "تسيطر على منطقة المجريش القريبة من مديرية الحدّ يافع الواقعة في نطاق محافظة لحج، وكذلك منطقة الناصفة وكامل منطقة قربة، وجبل حلموس الاستراتيجي المطلّ على قرى آل حميقان، فضلاً عن عدّة مواقع استراتيجية في جبل الجماجم شمال مركز مديرية الزاهر". وتابعت المصادر أن "قوات العمالقة الجنوبية توجد، في المقابل، في المثلث وفي محيط جبل الجماجم، في حين تتمركز قوات صنعاء في مواقع حاكمة في الاتجاه المقابل لها". ونفت صحّة الأخبار عن "وصول المعارك إلى مديرية ذي ناعم وتحقيق القوات الموالية للتحالف أيّ مكاسب فيها"، مؤكّدة أن "الخطّ الرابط بين منطقتَي مكيراس وعقبة ثرة في محافظة أبين وبين البيضاء لا يزال بعيداً عن الاشتباكات". وعلى رغم تصاعد المواجهات في منطقة طياب خلال الأيام الماضية، أفادت المصادر بتراجعها خلال الساعات الفائتة "بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة في المنطقة برصاص الجيش واللجان خلال المواجهات التي دارت يومَي السبت والأحد"، في حين لم يتغيّر الوضع العسكري في مديرية الصومعة لصالح التنظيم، بل إن قوات صنعاء فرضت سيطرتها على مواقعه السابقة منذ عام 2016، وتقدّمت الثلاثاء نحو معاقله. كذلك، أفادت المصادر بمقتل وجرح عدد من قيادات "القاعدة" في الصومعة الثلاثاء، نتيجة استهداف اجتماع عقدته قيادات عليا في التنظيم في أحد المباني العامّة، بهجوم صاروخي من قِبَل الجيش و"اللجان"، ما أدّى إلى تدمير المكان ومصرع وإصابة عدد من القيادات، بينهم سعد عاطف رئيس مجلس شورى التنظيم في شبه جزيرة العرب، فيما تضاربت الأنباء حول حضور زعيم "القاعدة في جزيرة العرب"، خالد باطرفي، الاجتماع.