جاءت خطوة "حماس" على خلفية العتب الشديد من جانب نُخب وأوساط شعبية يمنية
خطوة "حماس" التي تأتي على خلفية العتب الشديد من جانب نُخب وأوساط شعبية يمنية على قيادة الحركة لتجاهلها نصرة الشعب اليمني، ونزوله بالملايين إلى الميادين والساحات تأييداً للمقاومة الفلسطينية، لم تمرّ مرار الكرام في الإعلام العربي، سواء ذلك المموَّل من السعودية الذي اعتبر أن "حماس" خاضعة لإيران وخارجة عن الإجماع العربي والإسلامي، أم ذلك المموَّل من بعض فروع "الإخوان المسلمين"، الذي اعتبر الخطوة "متسرّعة وغير موفّقة". وناشد ناشطون تابعون لـ"الإخوان" حركة "حماس" بالقول: "يا قوم، اتّقوا الله في حركتكم وقضيّتكم، ولا تُفقدوها حاضنة الأمّة، فهي الأهم والأبقى".
موقف "حماس" الاعتباري تجاه اليمنيين، سبقه، الأسبوع الماضي، موقف بارز للأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، الذي أشاد بمواقف الشعب اليمني المتضامنة والداعمة لفلسطين، مُقدّماً الشكر الكبير للحوثي ولمبادرته بجمع التبرّعات، إذ قال: "لكم يا شعب اليمن العظيم كلّ الحبّ من شعب فلسطين، إنكم تُعلّموننا وتُعلّمون العالم كيف تكون الأخوة الحقيقية". وأضاف: "الشعب اليمني يريد أن يعطينا طعامه وطعام أطفاله، وهو لا يجد قوت يومه... إنهم يؤْثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة". وكان الحوثي، أعلن، الأسبوع الماضي، أن بلاده ستكون"جزءاً لا يتجزّأ من المعادلة التي أعلنها (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله، والتهديد للقدس يعني حرباً إقليمية في إطار محور المقاومة". وختم قائلاً: "سنكون حاضرين بكلّ قوّة وبكلّ ما نستطيع في إطار محور المقاومة، وفي إطار معادلة القدس". وتجدر الإشارة إلى أن صنعاء كانت قد أعلنت، العام الماضي، مبادرةً للإفراج عن أحد الطيّارين السعوديين وأربعة من ضباط القوات السعودية وجنودها المعتقلين لديها، في مقابل الإفراج عن المعتقلين من أعضاء حركة "حماس" في المملكة، إلّا أن الأخيرة رفضت العرض.