قررت اللجنة الإدارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة إجراء انتخاباتها في 22 كانون الأول المقبل في نادي أنترانيك. دعت اللجنة الإدارية جمعيتها العمومية الى الانعقاد لانتخاب 15 عضواً لولاية تمتد لأربع سنوات. التزكية هي أبعد ما يكون عن انتخابات السلة. فريقان سيتنافسان بشراسة للفوز بالانتخابات. الأول برئاسة رئيس الاتحاد الحالي أكرم الحلبي، والفريق الثاني يترأسه رئيس الاتحاد الأسبق جورج بركات.يحشد كل طرف طاقاته وإمكاناته للفوز بالمعركة. تحالفات وإغراءات... وضرب تحت الحزام أحياناً. أما الهدف فهو الفوز بمعركة رياضية ذات أبعاد وخلفيات سياسية، هكذا هي الحال في لبنان.
يبدو المعسكر الحاكم حالياً برئاسة الحلبي مرتاحاً. يتحدث المعنيون بالمعركة عن لائحة شبه كاملة، مشددين على أنها رياضية بحت من دون تدخلات سياسية وبعيداً عن جلب السياسة الى الرياضة. ثلاثة أندية أعلنت دعمها علانية وهي: هوبس، المتحد وبيروت. لكن المعنيين بالانتخابات يؤكدون أن أندية الدرجة الأولى، باستثناء الشانفيل، مع لائحة الحلبي. وهناك أيضاً نادي أنيبال زحلة الذي لم يحسم أمره بعد نظراً إلى انشغال رئيسه بظرف عائلي منعه من الحديث بالانتخابات. ورغم هذا كله، لا يمكن إغفال أن أندية الدرجات الدنيا لديها الثقل الأكبر في الانتخابات، وبالتالي لا يزال هناك الكثير من الكلام والكلام المضاد.
أكثر من نصف أسماء اللائحة أصبح بالإمكان الإعلان عنهم. هذا لا يعني أن الأسماء الباقية ليست معروفة، لكن يفضّل المعنيون عدم الكشف عنها حالياً.
الأسماء التي يمكن إعلانها هي الى جانب الرئيس الحالي أكرم الحلبي، شربل رزق (الأمين العام للاتحاد حالياً)، تمام جارودي (الرياضي)، فيكين جيريجيان (أنترانيك)، طوني ديب، مارون جبرايل (زحلة)، هشام جرادي (صيدا) وجورج صابونجيان (هومنتمن).
«لا زيارات سياسية، ولا شحن طائفي أو حزبي ولا استجداء لأي دعم سياسي. لائحة تضم شخصيات مختصة بالرياضة دون السؤال عن حجم أي طرف فيها أو ما يمثّله، ولكن ما يستطيع أن يقدمه الى كرة السلة اللبنانية» يقول أحد اللاعبين الرئيسيين في الفريق الأول لـ«الأخبار».
في المقابل، يعدد المسؤولون في الفريق الأول ما يقوم به خصومهم الانتخابيون من ممارسات لا تمتّ الى الرياضة بصلة بحسب تعبيراتهم. فمن الزيارات السياسية الى النائب شامل روكز ونواب كسروان ورؤساء بلديات في الشمال، الى استخدام «بوستات» سياسية قديمة لأعضاء في اللائحة الأخرى وخصوصاً أكرم الحلبي.
الاتحاد الحالي متّهم بالتقصير والإهمال وخاصة بعد التأخير في انطلاق البطولة


وتطول لائحة ما يسمونه «الممارسات» كما يقول معسكر الحلبي، «لعب على التناقضات الحزبية ومحاولات تشويه سمعتنا وإنكار إنجازات الاتحاد. كأنهم يمارسون لعبة بوكر، والـ«بلف» مفضوح. هي أوسخ انتخابات تجرى حتى الآن، لكننا لن ننجر الى الرد. نحن نعتبرها معركة رياضية»، يقول أحد أعضاء لائحة الحلبي لـ«الأخبار».
يذهب الفريق الأول بعيداً في كشف «ممارسات» الخصم الانتخابي كما يعبر هنا، حين يتحدث عن اتصالات أجراها المرشح للرئاسة جورج بركات وزميله السابق والمرشح معه في اللائحة الرئيس الأسبق الدكتور روبير أبو عبد الله بالأندية البقاعية، عارضين عليهم مساعدات رياضية لفترة أربع سنوات مقابل التصويت للائحتهم كما يقول أحد الأعضاء. «الأغرب أنهم اتصلوا برئيس نادي الشباب زحلة جوزف طعمة، مقدمين له الإغراءات، في حين أن مارون جبرايل هو مرشّح النادي على لائحتنا».
لكن ما هي الإنجازات الاتحادية التي يرتكز عليها الحلبي وفريقه للترشّح مجدداً؟
يقول أحد المسؤولين الكبار في لائحة الحلبي إن أهم ما يرتكزون عليه هو «الشفافية في التعاطي مع الأندية. على سبيل المثال، لأول مرة في تاريخ اللعبة يتم وضع جدول مباريات بطولات الدرجات الثانية والثالثة والرابعة بالقرعة التي تجرى بحضور ممثلي الأندية، بعكس ما كان يحصل في السابق حيث كانت برامج البطولات توضع وفق أهواء البعض ومصالحهم. كما أن بطولتَي الثالثة والرابعة أصبحتا تقامان بنظام دوري وليس وفق نظام خروج المغلوب إفساحاً في المجال أمام المزيد من المباريات لرفع المستوى.
أضف الى ذلك الجهد الكبير الذي بذله الاتحاد، وتحديداً الرئيس الحلبي، لتسديد قسم كبير من الديون التي كانت متراكمة وخصوصاً جراء استضافة بطولة آسيا.
كذلك أمّن الاتحاد الحالي تمويلاً للمنتخبات الوطنية، وحافظ على العقد التلفزيوني، الى جانب وقف الهدر في لجنة الملاعب، ما خفّف من الأعباء المالية على الأندية، علماً بأن فترة رئاسة الحلبي للاتحاد هي 15 شهراً فقط منذ 28 تموز 2018 حتى 17 تشرين الأول حين توقف النشاط السلّوي في لبنان، لكن استمر مع المنتخب الأول. هذا المنتخب الذي أحرز في عهد اتحادنا بطولة الملك عبد الله في الأردن وتأهل الى نهائيات بطولة آسيا أخيراً. كما أحرز منتخب دون 16 لقب بطولة غرب آسيا على حساب إيران، وكذلك فعل منتخب السيدات الذي فاز بلقب البطولة عينها»، يقول أحد أعضاء الاتحاد لـ«الأخبار».

يهدف جورج بركات الى العودة الى رئاسة الاتحاد اللبناني تحت عنوان التغيير(سركيس يرتيسيان)

لكن لماذا لا يتحالف الحلبي مع المرشحين الآخرين بلائحة توافقية؟
«هم مجموع تناقضات ستنفجر بعد أسبوع إذا فازوا بالانتخابات. مجموعة أشخاص تحركهم مصالح شخصية وتصفية حسابات من جان تابت، مروراً بروبير أبو عبد الله وفادي تابت، وصولاً الى بركات شخصياً. الأخير ترأس الاتحاد لأكثر من سنتين ولم يحقق شيئاً. يتغنّى باستقدام بطولة ستانكوفيتش الى لبنان والوصول الى كأس العالم 2010. هذا كذب. من أحضر ستنانكوفيتش هو الرئيس الأسبق بيار كاخيا، أما المشاركة ببطولة العالم في تركيا فكانت عبر بطاقة وايلد كارد دفع ثمنها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري 550 ألف دولار. لا يمكن التحالف مع هكذا أشخاص» يختم المسؤول الرفيع في معركة الحلبي حديثه إلى «الأخبار».
هي معركة محتدمة وقاسية جداً، وخاصة أن من لا يؤيد لائحة الحلبي يؤكد أن ما يصفه الاتحاد الحالي بالإنجازات هو أضعف الإيمان، وأقل ما يجب القيام به، كما أنه لا يجوز وصف كل هذه الأمور بالإنجازات، فيما هناك تقصير كبير على أكثر من صعيد، وخاصة عدم استكمال البطولة أخيراً، وإلغاء مفاعيل الموسم السلّوي الأخير، وليس انتهاءً بالفشل الكبير بعدم التأهل إلى نهائيات كاس العالم الأخيرة، والذي يرى فيه كثيرون محطة تسقط اتحادات.
ويواجه الاتحاد الحالي والمنافس في الانتخابات المقبلة اتهامات أخرى متعلقة بالإهمال والمحسوبيات، ليس آخرها ما قاله لاعب المنتخب علي حيدر في حديث إعلامي أخيراً.
كلام كثير سيقوله مرشحون في اللائحة المضادة لاحقاً، قبل دخول «مرحلة الصمت الانتخابي».