يخشى ديمقراطيّو مجلس الشيوخ أن تقوّض الصفقة تفوّق إسرائيل العسكري
وعلى رغم أن الإدارة الأميركية تنفي أن تكون صفقة الأسلحة تلك بمثابة «مكافأة» لتطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل، إلّا أنها، في الوقت نفسه، لا تنكر أن الموافقة عليها تتصل بمبادرة «السلام». بل إن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ربط بين الأمرَين بشكل مباشر حين قال، أخيراً، إن «اتّفاق الإمارات التاريخي حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل يوفّر فرصة لا تتكرّر لإحداث تحوّل في المشهد الاستراتيجي للمنطقة»، مؤكداً أن صفقة التسليح المحتمل إنجازها ستجعل أبو ظبي أكثر قدرة وقابلية للعمل المتبادل مع حلفاء الولايات المتحدة، بطريقة تتوافق بالكامل مع التزام واشنطن الطويل الأمد تجاه ضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. ومنذ الستينيات، تحافظ الولايات المتحدة على سياسة «التفوق العسكري النوعي» أو «الميزة العسكرية النوعية» التي بموجبها تضمن واشنطن امتلاك إسرائيل أفضل المعدات العسكرية في المنطقة. وبعد تمريرها في الكونغرس، أصبحت هذه «الميزة»، قبل عامين، قانوناً يوجب على أميركا أن تضمن بموجبه - عندما تبيع أسلحة لأيّ دولة في المنطقة - بقاء حليفتها في وضع يمكنها من الدفاع عن نفسها إذا وقعت هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ.
وبإعلان زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، دعمه جهود وقف الصفقة، يكون جميع أعضاء المجلس الديمقراطيين من دون استثناء تحالفوا لتعطيلها. إجماعٌ رافقه تأييد عدد آخر من الأعضاء الجمهوريين، بالإضافة إلى ائتلاف مكوّن من الجماعات الحقوقية المناهضة للحرب في اليمن وانتهاكات حقوق الإنسان التي تُتهم الإمارات بارتكابها. وتعليقاً على الحراك المتصاعد في الكونغرس، ردّت الإمارات عبر سفارتها في واشنطن، إذ تنصّلت، في بيان، من أيّ انتهاكات ترتكبها أبو ظبي في اليمن «كونها انسحبت من الحرب ولم تعد طرفاً فيها». ودافعت السفارة عن قرار شراء مقاتلات «إف 35»، بقولها إن «الإمارات تحتاج إلى مقاتلات من الجيل الخامس متعدّدة الأدوار لحماية البلاد وتعزيز المصالح الأمنية المشتركة للولايات المتحدة وأصدقائها في الشرق الأوسط»، معتبرةً أن «بيع الطائرات يتماشى تماماً مع استراتيجية الدفاع الوطني الأميركية الداعية إلى تمكين الشركاء من تحمّل المزيد من المسؤولية عن أمنهم الخاص والجماعي في الشرق الأوسط». ولفتت أيضاً إلى أن إسرائيل «وافقت على التطمينات بأن الولايات المتحدة ستحافظ على التفوق الأمني لتل أبيب في الشرق الأوسط لعقود قادمة».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا