بحسب المياوم الذي رفض بطبيعة الحال ذكر اسمه، «كان مجتمع الجامعة يتعاطف معنا عندما نظّمنا اعتصامات عدة لدفع الشركة إلى تحسين ظروفنا». والمُفارقة، وفق المصدر نفسه، أن إدارة الجامعة تذرّعت أخيراً بظروف العمال غير المناسبة لتفضّ العقد مع «سامكو»، وتعهّدت للعمال بتلزيم شركة تؤمّن لهم ظروفاً أفضل، «نظراً لرغبتها في الحفاظ على أبنائها الذين خدموا فيها طويلاً» (تتراوح فترة خدمتهم في الجامعة بين ثمانية أعوام و15 عاماً)، ليتبيّن «عدم صدق هذه الوعود والتعهّدات».
فورَ فوز شركة «ماستر تيم» بالمناقصة دشّنت عملها بممارسة نوع من الابتزاز تجاه العمّال، وطرحت شروطاً للموافقة على توظيفهم، منها خفض «يوميتهم» من 41 ألف ليرة إلى 35 ألفاً، مع ضمان جزئيّ بحجة أنها قدّمت سعراً مخفضّاً للمناقصة وأن هامش أرباحها «مدروس بعناية». وأكّدت مصادر مطّلعة على مسار المُفاوضات أن الشركة الجديدة هدّدت العمّال بتوظيف أجانب بكلفة أقل إذا لم يقبلوا بشروطها. وقد حاولت «الأخبار» التواصل مع المعنيّين في الشركة للوقوف على صحة هذه المعطيات، إلّا أنها لم تلقَ جواباً.
الشركة الجديدة نحو خفض «يومية» كلّ عامل من 41 ألف ليرة إلى 35 ألفاً... أو الصرف
في المبدأ، غالبية الموظفين، حتى الآن، يرفضون ما يصفونه بـ «الشروط المُذلّة». ولكن، «بعضهم بدأ يُفكّر بالتنازل والقبول في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة ولو أن الـ560 ألف ليرة لم تعد تساوي شيئاً». فيما حاول بعضهم «طلب الدبس» من... رئيس الجامعة فضلو خوري. إذ أنه «لم يتجاوب مع عريضة رفعناها إليه للضغط على الشركة». علماً أنه يصعب الرهان على دعم إدارة الجامعة لهؤلاء بعدما أقدمت، قبل أشهر، على تسريح 600 موظف بذريعة الظروف الاقتصادية، فيما تتكشّف يومياً قرائن تدحض تلك المزاعم.
في النتيجة، تعاني الجامعة اليوم من نقصٍ في عدد عمّال التنظيفات يصل إلى النصف، فيما يبقى أمل المياومين معلّقاً على الضغط الذي قد يمارسه مجتمع الجامعة، تلامذةً وأساتذةً. إذ إن هؤلاء «وقفوا معنا طوال الفترة السابقة، وتبرعوا في الأشهر الماضية بتسديد بقية رواتبنا بعدما توقفت سامكو عن دفع رواتبنا كاملةً منذ شباط الماضي».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا