أحبُّ أن أرى في البادرة العالية التي قام بها الرئيسالفرنسيّ إيمانويل ماكرون إزاء السيِّدة فيروز، رمزاً تاريخيّاً ثلاثيَّ الأبعاد.
يتمثَّلُ البعدُ الأوّل في التّأسيس لرؤيةٍ فرنسيّةٍ جديدة للبنان وما حولَه، تتخطّى الأُطُرَ السّياسيّة، بمعناها الحَصْريّ، إلى آفاقِ الإبداع في صورتِه العليا ــ الفنّ.
الثّقافةُ الفرنسيّة هي التي تُضيءُ هنا في شخص الرّئيس الفرنسيّ، السّياسةَ الفرنسيّة.

ويتمثَّلُ البعدُ الثّاني في التّأسيس للبنان جديد جامعٍ، مَدَنِيّاً، تجسيداً ترمز إليه السّيّدة فيروز بوصفها تُوَحِّدُ لبنان، إبداعاً
وفنّاً.
ويتمثّل البعد الثّالث في الاحتفاء بالأنوثة ــ المرأة، رمزاً للثقافة اللبنانيّة. فأن تكون المرأةُ المُبدعة تجسيداً لهذا الرّمز أمرٌ هو في ذاته رؤيةٌ خلاّقة لِما يمكن أن يكون مَدارَ الحاضِر في لبنان، ومَدارَ المستقبل.
أحبُّ، إضافةً إلى هذا كلّه، أن أرى وراء هذه البادرة رؤيةً جديدةً خاصّة للبنان، لا بوصْفِهِ فقط أرض المسيح الأولى، بل بوصْفِهِ كذلك أرضاً للحضارات الأولى، واللقاء الإبداعيّ الأوّل بين الذّات والآخر، على المستوى الكَوْنيّ.
التّحيّة للرئيس الفرنسيّ الرّائيّ في بادرته التّاريخية هذه،
والاعتزاز بالسيّدة فيروز شمسِنا الثانية الكريمة، العالية.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا