لا يكاد يتوقّف اشتباكٌ في طرابلس حتى يندلع آخر. جُرح المدينة التي تغلي على جمر الأحداث السورية لم يندمل بعد، لكن مسلسل باب التبانة المتكرر بات مملّاً. الأحداث تُعيد نفسها، فيما الخاسر الأكبر الأبرياء الذين يسقطون بالعشرات دوماً. هذه المرة، كانت جولة الاشتباكات الأخيرة مختلفة عن سابقاتها. وجديدها كان مقتل مشاركين في عمليات أمنية استهدفت أفراداً ينتمون إلى الطائفة العلوية بإطلاق النار على أرجلهم وقتلهم أحياناً.
في هذه الجولة التي قدح شرارتها اغتيال أحد أبناء بعل محسن لاتّهامه بأنه أحد القنّاصين، قُتل كل من مصطفى النحيلي وعمر بلح ويوسف مراد، وهم من المتّهمين بالضلوع في عمليات قتل أبناء الجبل. استهداف الثلاثة دقّ ناقوس الخطر لدى قادة المجموعات المسلّحة الذين يتخوّفون من «نيّات مبيّتة لدى الأجهزة الأمنية والسياسيين لإطاحتنا»، بحسب ما يقول أحد المسلّحين في طرابلس لـ«الأخبار».
ينقل آخر قراءته للتبدّل في خطوات احتواء الوضع التي كانت تُتّخذ سابقاً، إذ يتحدث عن عادة جرت تتمثّل في اتصال السياسيين أو المشايخ بالمسلّحين والقيّمين عليهم لإنهاء الانفلات في الشارع، بعد يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير من بدء الاشتباكات. لكن، هذه المرّة تُرِك هؤلاء حتى كادت تنفد ذخيرتهم كي يوقفوا إطلاق النار بمفردهم. وفي المسار نفسه، وُضِع التسجيل الصوتي لأحد قادة المجموعات المسلّحة الذي يُعرف بـ«أبو تيمور الدندشي» الذي شنّ هجوماً شرساً على سياسيي المدينة مهدّداً بتصفيتهم، مستثنياً النائب محمد كبّارة.
ووضع مراقبون هذا التسجيل في خانة «تسمين المسلّحين وتضخيم تهديدهم، لتكبير فاتورة الدفع عند نضوج التسوية، أو ربما للتعجيل فيها باعتبار أن أوانها قد حان». كذلك كان لافتاً، في هذه المعركة، غياب المسلّحين الإسلاميين عن المشاركة.
وفي هذا الخصوص، تنقل المصادر أن «الطرف الإسلامي صار في الآونة الأخيرة يحرص على الحياد عن معركة التبانة ـــ الجبل، باستثناء مشاركات فردية، في انتظار اشتداد عوده، للقيام بالمواجهة منفرداً إذا أراد». وتكشف المصادر أن القيادي المؤثر في المجموعات الإسلامية حسام الصباغ يُصرّ على رفض المعركة مع جبل محسن «في ظل غياب نيّة الحسم ضد جبل محسن». وتشير المصادر إلى أنّه إلى جانب الصباغ، يبرز كل من الشيخ كمال البستاني والشيخ خالد السيد بوصفهما صاحبي قرار الحرب والسلم في التبّانة، مستبعدة أن يكون لأحدٍ غير هؤلاء الثلاثة قدرة على التأثير في الشارع أو في المسلّحين. وتعزو المصادر عدم اتخاذ «قرار الحسم» حتى الآن إلى «افتقاد المجموعات المسلّحة الغطاء الحقيقي للقيام بعمل كهذا، لذلك يكتفون بالمعارك المتقطّعة وضرب القذائف والهاون». إزاء ذلك، ووسط معركة لم يصدر القرار بانتهائها، يستمر سقوط عناصر الجيش في هذه الاشتباكات واحداً تلو الآخر باعتبارهم «كبش المحرقة» الوحيد.
إضافة إلى ما سبق، يفاقم الاحتقان الانهيار النفسي الناتج من الهزائم المتلاحقة التي مُني به مشروع المعارضة السورية المسلّحة، مع من تُمثّل، في كل من منطقة القلمون وتلكلخ، وتحديداً في الزارة وقلعة الحصن. فالحصن كان لها، على مدى أكثر من سنة ونيف، دور أساسي ومؤثّر في أحداث طرابلس، لا سيما أنّ عشرات من المسلّحين الذين كانوا يتحصّنون فيها شاركوا في معظم جولات القتال ضد أبناء الجبل الذين يرى فيهم المسلّحون امتداداً للنظام السوري. وبانهيار هذه القلعة، سقط رأس الحربة والقاعدة الخلفية لـ«الجهاد الطرابلسي»، وفقد الشمال وعاصمته عشرات الشبان اللبنانيين الذين كانوا يُقاتلون لمصلحة مشروع يتبنّاه السواد الأعظم من سلفيي المدينة.

يمكنكم متابعة رضوان مرتضى عبر تويتر | @radwanmortada




الاسم: زياد محمد الصالح
اللقب: زياد علوكة
(مواليد ١٩٦٩)
الصفة: قائد محور سوق القمح



اكتسب الجنسية اللبنانية بموجب مرسوم التجنيس. عمل بائعاً للبقدونس على عربة، قبل أن يتحول إلى لحام، فـ... قائد محور. اشتهر بـ«العلوكة» نسبة إلى كون أعمامه كانوا باعة متجوّلين يبيعون التفاح المعلّل الذي يُعرف بـ«العلوكة». يقيم في محلة الغرباء، ويتولى إمرة مجموعة مسلحة. يملك مخزوناً كبيراً من قذائف الإنيرغا والأسلحة المتوسطة. أوقف أربع مرات، وكان يُطلق سراحه دوماً. تورد التقارير الأمنية أنّه يفرض خوّات على بسطات الخضر على ضفة نهر أبو علي يتقاضى مبالغ مالية من وزير العدل أشرف ريفي ومن مدير مكتب الرئيس نجيب ميقاتي الحاج رامي الرفاعي.

الاسم: سعد محمد مظهر المصري
(مواليد ١٩٨٥، النبي يوشع، المنية)
الصفة: قائد محور


يبرز اسم سعد المصري بوصفه مسؤول إحدى أهم المجموعات المقاتلة في التبّانة. يُقدّر عدد أفراد مجموعته المسلّحة بنحو خمسين عنصراً ينشطون في باب التبانة. يتقاضى مخصصاً شهرياً من الرئيس نجيب ميقاتي يناهز أربعين ألف دولار شهرياً. اكتسب المصري شهرته إثر مقتل شقيقه خضر المصري في أحد الاشتباكات برصاص الجيش اللبناني، علماً بأنّ شقيقه كان أيضاً رجل ميقاتي في المنطقة. يملك شاحنة بيك أب ومحال في سوق الخضر في التبانة. ويتردد أنّه يتاجر بالسلاح بين لبنان وسوريا.


الاسم: عمر أحمد إبراهيم
اللقب: «عامر أريش»
(مواليد: ١٩٦٦ ـــ البداوي)
الصفة: قائد محور ـــ مخيم البدّاوي


«قائد» منطقة البداوي عسكرياً، ثالث الوجوه البارزة بين قادة محاور باب التبّانة. الرجل الذي يعمل في تصليح الدواليب، يُناهز عديد مجموعته ثلاثين عنصراً مسلّحين تسليحاً كاملاً.
يتقاضى مبالغ مالية من أكثر من جهة، لا سيما المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي وزير العدل الحالي أشرف ريفي ومدير مكتب الرئيس ميقاتي الحاج رامي الرفاعي.
يتردد أنه قريبٌ من الشيخ سالم الرافعي والمسؤول الأمني في تيار المستقبل العقيد المتقاعد عميد حمود.

الاسم: أسامة منصور
اللقب: أبو عمر منصور
(مواليد: ١٩٨٧ ـــ باب التبّانة)
الصفة: قائد محور ستاركو


يتولى «أبو عمر منصور» قيادة مجموعة إسلامية مسلّحة في محور ستاركو الذي يُعرف بأنه «محور الإسلاميين». خرج اسمه إلى الضوء في الآونة الأخيرة بوصفه قائداً لـ«مجموعة سلفية متشددة لا تأتمر بمخططات السياسيين والأمنيين». وقد اتُّهم بتنفيذ عمليات أمنية عدة، أبرزها الاشتباه فيه باستهداف سكان جبل محسن من العلويين بإطلاق النار على أرجلهم إلى جانب عمر بلح المعروف بـ«أبو خطاب» الذي قتل الاسبوع الماضي بعد اشتباك مع الجيش. عمل منصور لفترة تحت لواء «أنصار الشريعة في بلاد الشام» التابعة لحسام الصبّاغ، لكنّه تركه منذ نحو سنة.


الاسم: العقيد المتقاعد عميد حمود
(مواليد ١٩٦٢ ـــ راس نحاش، البترون)
الصفة: مستشار أمني للرئيس سعد الحريري


لا تكاد تمر حادثة أمنية في طرابلس من دون ذكره. استقال من الجيش احتجاجاً في 7 أيار ٢٠٠٨. تكشف المعلومات الأمنية أنه يدير مجموعات مسلّحة في باب التبانة وخارجها. كذلك يجري تداول معلومات عن ضلوعه في تحريض المتهمين على إلقاء القنابل في طرابلس. تربطه علاقة وثيقة برئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان، استطاع أن يُحافظ على سجله العدلي نظيفاً، رغم كل ما يقال حوله، لا سيما حادثة اغتيال مسؤول برامج التثقيف الديني في «حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ عبد الرزاق الأسمر أمام مقر الأمانة العامة للحركة في أبي سمراء.


الاسم: حسام الصبّاغ
اللقب: الحاج أبو الحسن
(مواليد ١٩٦٨ ـــ باب التبّانة)
الصفة: قائد مجموعة مسلّحة


يختلف عن غيره من قادة المحاور في طرابلس، إذ ينأى بنفسه عن معظم الأحداث العسكرية. يُنقل عنه قراره الواضح: «أدخل القتال إذا اتُّخذ قرار الحسم، لكنّي ضد الاستنزاف والمعارك العبثية». تُعدّ مجموعته أكبر المجموعات المسلّحة في طرابلس. نُسب إليه تأسيس مجموعة عُرفت بـ«أنصار الشريعة في بلاد الشام». ورد اسمه في التسريبات الأمنية الأخيرة للوسائل الإعلامية، والتي تفيد بأنّه متهم بالتورّط في تجهيز سيارات مفخّخة استناداً إلى اعترافات أحد الموقوفين، لكن لم يلبث أن تبيّن عدم صحتها، من دون أن تُعرف الغاية من وراء نشرها.