تؤكّد مصادر أمنية عراقية أن المفاوضات مع واشنطن عبثية وشراء للوقت
مصادر أمنيّة رفيعة، في حديث إلى «الأخبار»، وصفت الإجراء الأميركي بـ«الروتيني»، مؤكّدةً أن إعادة التموضع/ الانتشار، ستدفع بالقيادة العسكرية الأميركية إلى حصر تواجدها في قاعدتي «عين الأسد الجوّية» (غرب العراق) وأربيل. وفي السؤال عن إمكانية انسحاب تلك القوّات من بلاد الرافدين، وقدرة الجانب العراقي على التوصّل مع الجانب الأميركيّ إلى جدول زمني ينظّم عملية الانسحاب، تؤكّد المصادر «عبثية المفاوضات... لأنها شراء للوقت»، فالجانب الأميركي «أقرب إلى فكرة الانسحاب، لجملة من الأسباب».
وتفنّد المصادر تلك الأسباب، بالقول إن «التكلفة المالية الهائلة، التي تصرفها واشنطن على قواتها في العراق، قد تدفع إلى تنظيم انسحاب في المدى المنظور»، خاصّة أن تلك التكلفة قد بلغت خلال الأعوام الأخيرة أكثر من 1.2 تريليون دولار. وعن الهجمات المستمرّة ضد المصالح الأميركية في العراق، تشير المصادر إلى أنها «قد تدفع واشنطن إلى التعجيل في تنفيذ الانسحاب، لكن لن يكون من دون حفظ ماء وجهها». هنا، تؤكّد المصادر أن الانسحاب «الموعود» قد تسبقه ضربات أميركية مركّزة ضد مقار ونقاط انتشار حلفاء طهران، من فصائل المقاومة المعروفة وغير المعروفة، وبذلك «لن تقدّم واشنطن نصراً مجانياً لطهران، بل انسحاباً مكلفاً لحلفاء الأخيرة (كما أنه مكلف لواشنطن)».
وترجّح المصادر أن يكون الانسحاب بُعيد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية (تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل)، لكنّها لا تستبعد، في الوقت عينه، إمكانية «تقريب» الموعد، خاصّة إن شعر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بصعوبة الظفر بالولاية الثانية، مع تفشّي فيروس كورونا المستجد في بلاده، والذي سيقوض الكثير من خياراته داخلياً وعالمياً. هذه الخيارات، وفي هذا الظرف، قد تدفع بالرئيس الأميركي إلى تنفيذ «وعوده»، وتكرار سيناريو أفغانستان في العراق، في الوقت المنظور، وبتطوّر «لم يكن يحسبه أحد».