استأنف الجيش السوري تقدّمه على محاور ريفَي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، بالتزامن مع محاولة فصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» العاملة في جنوب إدلب استعادة نقاط جديدة كانت قد سقطت في قبضة القوات الحكومية في العمليات الأخيرة. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، يوم أمس، إن «الجيش السوري واصل تقدّمه، وفرض سيطرته على قرى ومزارع حلبان وسمكة وتل خطرة وخربة نواف في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد معارك عنيفة مع الإرهابيين». في المقابل، أعلنت فصائل المسلحين استعادة السيطرة على إحدى النقاط التي تَقدّم إليها الجيش سابقاً على محور أبو جريف في ريف إدلب الشرقي. وشهدت محاور المعارك، أول من أمس، هدوءاً ملحوظاً، لتعود المعارك وتشتعل في المنطقة بفعل هجمات شنّتها الفصائل على مواقع كان قد سيطر عليها الجيش في الأيام الماضية. إذ استغلّت الفصائل فرصة ذلك الهدوء لتجديد عملياتها وتكثيفها، ما دفع القوات الحكومية إلى استئناف القتال والتقدم. كذلك، برزت الخلافات بين الفصائل المسلّحة في المنطقة، مع اتهام «الجيش الحر»، «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، بـ«منع دخول فصائله إلى إدلب»، وهو ما ردّت عليه الأخيرة قائلة: «افتحوا جبهات ريف حلب، ولا داعي للمزايدات الفارغة». وكان الجيش السوري قد تمكّن من استعادة السيطرة على نحو 320 كيلومتراً مربعاً في ريفَي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، خلال معارك عنيفة خاضها ضدّ الفصائل المسلحة.
حذر الرئيس الأميركي روسيا وسوريا وإيران من التصعيد في محافظة إدلب

ولا يبدو أن الاجتماع التركي ــــ الروسي، الذي انعقد الاثنين الفائت، قد تمكّن من حسم قرار بالتهدئة وإيقاف العمليات العسكرية في محافظة إدلب، على رغم انخفاض وتيرة التقدّم البري، واقتصار التحركات على مساحات ضيقة، بالإضافة إلى القصف. إذ إن العمليات لم تتوقف بشكل كامل، سواء من الجيش السوري أو من الفصائل المسلحة التي شنت هجمات عديدة أول من أمس. وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قد قال إن روسيا ستعمل على وقف الهجمات في منطقة إدلب، مضيفاً إن بلاده «تتوقع حدوث ذلك». وأشار كالن، في تصريحات عقب اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة، إلى أن «تركيا طلبت من روسيا تثبيت وقف لإطلاق النار في المنطقة»، متابعاً أن «الهجمات في إدلب يجب أن تتوقف فوراً». في المقابل، جدّدت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات صحافية، القول إن موسكو تدعو إلى تفعيل الخطوات الهادفة إلى تنفيذ بنود المذكّرة الروسية ــــ التركية في شأن الوضع في إدلب، بما فيها فصل المعارضة السورية المعتدلة عن الإرهابيين هناك»، وهذا ما لم تقم به أنقرة حتى اليوم. ولفتت زاخاروفا إلى «(أننا) من جانبنا، نتخذ خطوات لإبقاء الوضع تحت السيطرة. لكن من البديهي أنه لا يمكن التسامح بلا نهاية مع وجود جيب إرهابي في إدلب». وتعليقاً على التحرك التركي لدى موسكو لوقف العملية العسكرية، رأى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أنه «دائماً مع الأسف، كلّما لمست القيادة التركية أن عناصرها من الإرهابيين في إدلب يعانون الهزيمة، تأتي إلى موسكو من أجل وقف إطلاق النار».
من جهته، حذر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، روسيا وسوريا وإيران، يوم أمس، من التصعيد في محافظة إدلب، معتبراً أن تركيا تعمل جاهدة لمنع حدوث «مجزرة». وقال ترامب عبر حسابه على «تويتر»: «تقتل روسيا وسوريا وإيران، أو في سبيلها إلى قتل، آلاف المدنيين الأبرياء في إدلب. لا تفعلوا ذلك! تركيا تعمل جاهدة على منع هذه المجزرة»



دمشق تستكشف وتنقّب في البحر
أعلن وزير النفط السوري، علي غانم، أن سوريا تتطلّع إلى إقامة «مركز المعلومات النفطي والجيولوجي» في دمشق، بالتعاون مع موسكو، وذلك ضمن خريطة الطريق الموقّعة بين البلدين أخيراً، مشيراً إلى أن أعمال البناء بدأت. وأوضح غانم أن «هناك شركة قديمة وقّعت عقداً سابقاً في موضوع أحد البلوكات البحرية، وهو البلوك الرقم 2، وهناك أيضاً اتفاقية أخرى لإحدى الشركات الروسية للبلوك الرقم 1، وهي في المراحل القانونية الأخيرة لتصديقها، وبالتالي نحن قادمون في السنوات المقبلة على دخول استكشاف في القطاع البحري». ولفت إلى أن «هذين البلوكين يقعان في المياه الإقليمية السورية»، مبيّناً أن «إحدى هاتين الشركتين هي شركة كابيتال».