تشهد بيروت، كما بغداد ـــــ وكلتاهما تعيش مرحلة عدم استقرار وأوقاتاً مظلمة وفق المفهوم الغرامشي ـــــ زيارات متزايدة من قِبل مثقفين وأكاديميين أصولهم شرقيّة منخرطين كليّة في العمل «مخبرين محليين» في ما يتعلّق بالشرق الأوسط لدى المؤسسات الثقافيّة للإمبراطوريّة المعولمة. وأغلب هذه المؤسسات أذرع ناعمة للهيمنة الغربيّة السافرة. آخر هؤلاء البروفيسور جيلبير الأشقر، المرشد الثقافي الرسمي للجيش البريطاني، الذي كان يفترض أن يلقي محاضرة عن «السياق الإقليمي للانتفاضة اللبنانية» اليوم في «مانشن» (زقاق البلاط ـ بيروت) قبل أن تلغى في اللحظات الأخيرة. بأي أذنين ينبغي للمرء أن يستمع إلى أمثال هؤلاء العائدين فجأة إلى ملاعب الصّبا؟