القاهرة | الأزمة التي ستطال الدراما المصرية هذا العام، بسبب تزامن رمضان مع كأس العالم، لا علاقة لها بعشّاق الكرة، بل بالمعلنين الذين ستتغيّر خططهم بسبب ليونيل ميسي ورونالدو، بما قد يؤثر على حظوظ يحيي الفخراني (الدهشة) وعادل إمام (صاحب السعادة). هكذا بدأ المنتج عمرو قورة حديثه لـ«الأخبار» حول تأثّر سوق الدراما بالمونديال.
يرى قورة أنّ «الجمهور لن يتغيّر، فمن المعروف أن محبّي المسلسلات لن يتركوا منازلهم لمشاهدة المباريات في المقاهي، وقلّة هي التي ستشترك في شبكة القنوات المشفّرة التي تعرض المونديال». من أين يأتي الإشكال إذاً؟ بحسب المنتج، سقسم الشركات المعلنة ميزانية إعلاناتها بين قنوات الدراما وقنوات المونديال. وبالتالي، لن تحصل المحطات المصرية وربما العربية على الحصيلة السنوية المعتادة من الإعلانات، ما سيدفعها إلى عدم شراء العدد المتعارف عليه من المسلسلات هذا العام. يُضاف إلى ذلك أنّ معظم القنوات لم تدفع للشركات المنتجة القيمة الكاملة للمسلسلات التي اشترتها في العامين الأخيرين، ما يفسّر سبب وصول عدد المسلسلات المتوقع عرضها في رمضان إلى 25 فقط، مقارنة بأكثر من 30 العام الماضي، و40 في رمضان 2012. التراجع هنا لا علاقة له بالوضع السياسي، بل باقتصادات السوق غير المتوازنة، بينما لا يزال النجوم المصريون يرفضون خفض أجورهم، وبالتالي تظلّ ميزانيات المسلسلات مرتفعة مقابل تراجع الطلب.
وينتظر أن تواجه المحطات لاحقاً ما يُعرف بالفترات الخالية من المسلسلات بزيادة البرامج، سواء الحوارية أو الكوميدية، وخصوصاً أنّ كلفة تلك البرامج أقل من المسلسلات. كما أنّ نجوم البرامج اليومية يفضّلون الوجود بأعمال حوارية في رمضان، ومعظمها يكون صالحاً لإعادة العرض بعد الفطر. وفي حال عدم تأجيل الانتخابات النيابية إلى ما بعد شهر الصوم، فهذا سيوفّر مبرّراً للمحطات للإبقاء على البرامج السياسية اليومية، بشكل يبرّر تراجع عدد المسلسلات الجديدة على القنوات. عندها، تحاصر الأزمة قنوات الدراما التي تحتاج على الأقل إلى 8 مسلسلات في رمضان لإرضاء جمهورها، وهنا قد تجد الأعمال المؤجلة كـ«مولد وصاحبه غايب» (بطولة هيفا وهبي، الصورة) مجالاً أفضل للتسويق بسبب نقص الإنتاج الجديد لأسباب مالية ساعد المونديال على بقائها.

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman