■ أصنّفُ شعر أنسي الحاج ضمن رفّ خال إلا منه. لا يشبه أحداً، ولن يمس تخومه أبداً. والسرّ، سرّ أنسي الحاج أنّه يكتب بمشاكسة الهواة، لا بخبرة المعلّم: إنه مخلص لشعوره أكثر من إخلاصه للقصيدة وشكلها. إنه شِعر محض، لا يُحيل إلى أب أو إلى نسق ما، لكنه يجسّد التوتر بأنقى أشكاله، والعمق بأصفى ما فيه. سهل وصعب، ومشع بشكل يجعل القارئ مؤمناً أنه قريب من اللؤلؤة، وما من
لؤلؤة!
عبد العظيم فنجان (شاعر عراقي)

■ أنسي الحاج غادر. ينبغي أن نعيد قراءته. أحسبه لم يُقرأ بما يكفي. كان نصّه دائماً موصوماً بالاستغلاق. مَن يقرأ «ماضي الأيام الآتية»، لن يجد نص أنسي مستغلقاً. سيجده بالعكس قريباً وعارياً ومباشراً. إنه يكاد يكون نصاً برياً، عودة الى نوع من براءة اللغة. وداعاً صديقي
عباس بيضون (شاعر لبناني)
■ اذهبْ إلى الطبيعةِ
أنتَ، هوَ، هيَ
يتحابان.
وأنتَ وحدَك
تتحاب
وتعشقك الطبيعة.
أنسي، لا داعي لبقية الاسم!؟
أسمّي هذه القصيدة: «الفاتحة» لأنها مثل «بسم الله الرحمن الرحيم»، و«بسم الآب والابن والروح القدس»، سورة، مؤلفة من خمس آيات، تشرح الثالوث المقدس.
منذر مصري (شاعر سوري)

■ شاعر «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع» ها أنه عاد الى النبع، من حيث الثراء كله
أنطوان أبو زيد (شاعر لبناني)

■ أكثر من 70% من السوريين كانوا معجبين بجورج وسوف. وأخمّن أنّه ما زال نصف هؤلاء على الأقل حين يسمعونه يطربون له رغم أنه يستحق لقب «شبيح». أنسي الحاج كان شاعراً. لم يكتب مدحاً بآل الأسد، لا بالأب ولا بالابن.
كان له موقف خاص به. لم يشبح، لم يشتم الثورة، لم يسئ للسوريين، لم يقتل السوريين، لم يتحدث بالسياسة، لم يؤيد القتل. إن لم تعلمنا الثورة احترام الرأي المخالف والمختلف فنحن في مصيبة كبرى، ثمة من يعتبرهم كثيرون رموزاً في الثورة أساؤوا للثورة ولسوريا عميق الاساءة.
نصف من يسمّون أنفسهم ثواراً ما زالوا حتى اللحظة يعتبرون صدام حسين بطلاً قومياً، وهو لم يكن أكثر من ديكتاتور مجرم وقاتل، وثمة من يريد نسف تاريخ إبداعي كامل لأحد بسبب جملة أو كلمة. شخصياً، أحبّ شعر أنسي الحاج واعتبر رحيله خسارة. وما زلت حتى اللحظة أستمتع بموسيقى زياد الرحباني ويأخذني صوت فيروز إلى عالم الاسترخاء،
ويعيدني صوت وديع الصافي إلى سوريا. وربما لو كانت أم كلثوم حية إلى الآن، ربما كانت تقف في صف الطاغية وكنت سأظل أسلطن على صوتها وتسكرني أغنياتها، وكنت سأنتقد موقفها السياسي بقسوة وأسجّل اعتراضي عليه.
رشا عمران (شاعرة سورية)

■ وداعاً أنسي، آخر أنبياء لبنان الحقيقيين
زياد بركات (كاتب فلسطيني)

■ أنسي الحاج، ابن مصحة قصيدة النثر. أخذ من السماء واﻷرض شوق اﻷمس. وقبل أن يقولوا لا، قال «لن». ولم تهدأ الطبيعة بعد.
زاهر الغافري (شاعر عُماني)

■ خسارة الشعر والأدب هائلة، وخسارة لبنان أكبر هولاً
وفاة أنسي الحاج. رحل الذي قال «لن»!
دخيل الخليفة (شاعر كويتي)

■ أنسي الحاج بالنسبة لي مقترن بالحب. مع أنني منذ ذاك لم أعد أحبه. وليس بسبب آرائه. الآن أذكر ما كان يعنيه لي. ما كان يعنيه الشعر.
حازم العظمة (شاعر سوري)

■ أنسي الحاج، ألستَ أنتَ القائل إنّ الشعراء يعيشون أكثر من الأحياء ويموتون أكثر من الموتى؟ باق أنت في مَن يشبهكَ!
عيسى مخلوف (شاعر لبناني)

■ لا أعرف إن كانت الرسولة ستأتي لتضع شعرها فوق الذهب، أم أنها تأتي لك بوردة الينابيع.
قد تجلس هي، بيننا الآن لتبكي، ولن يشاهدك سواها وأنت تقف لتقول لها: «تقولين البكاء يغمر، كالضمة/ تعالي. سأكون أنا البكاء إلى الأبد»
إسكندر حبش (شاعر لبناني)

■ كم موتاً مشابهاً لموت أنسي الحاج يلزم بعضنا... لكي يُدرك؟
شاكر لعيبي (شاعر عراقي)