تغريدات نائبيّ «الاشتراكيّ» استدعت رداً عنيفاً من الحريري، فكتب «واضح أنكم عارفين. ساعة يلا هدنة إعلامية بعد نص ليل هجوم، بعدين بتسحبوا التويت واعتذار. على كل حال خلي الناس تكون الحكم، أو حتى هيدا ممنوع عندكم، وللعلم الي عم يحاول يرمي زيت على النار معي ما بيمشي». وأضاف في تغريدة لاحقة: «قال شو الاشتراكي عم يحكي بالوفاء… نكتة اليوم». ولم يكن ينقص سوى دخول الأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، على خط السجال، معتبراً أن «بيضة القبان انفقست». ووصل الأمر بأحمد الحريري إلى حد «تبنّي» تغريدة للوزير السابق وئام وهاب جاء فيها: «يا شيخ سعد، الوحيد إلي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك، الله يرحمو. كان عندو الدوا. هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق، والكل طفران. بدك تتحمّل»! وربما في تغريدة وهاب السبب الحقيقي للخلاف. فالشح المالي أصاب الحليفين الحريري ووليد جنبلاط، ولم يعد في مقدورهما جسر الهوبة بينهما بالقليل من ما سمّاه رئيس الاشتراكي في إحدى وثائق ويكيليكس «القوافل المحملة بالذهب والزمرّد من الربع الخالي» («الأخبار»، 6 نيسان 2011). ففي برقية مؤرخة يوم 11 تموز 2006، كتب السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان لإدارته قائلاً: «بدل أن يشعر بالخجل من حاجته للتسوّل، تحدّث جنبلاط بسرور عن رسالة كان قد أرسلها إلى شريكه في 14 آذار، سعد الحريري، الابن الثاني لرفيق الحريري ووريثه السياسي، وعبّر جنبلاط فيها عن أمله أن تصل قوافل الحريري «المحمّلة بالذهب والزمرّد من الربع الخالي بسلام»، والتي قد ينوي الحريري أن يخصّص منها لجنبلاط «بعض القطع النقدية الصغيرة». وفي خطوة اعتبرها جنبلاط طريفة جداً، وقّع رسالته باسم «العبد الفقير»(...)».
جنبلاط دعا المناصرين الى عدم الوقوع في فخ السجالات
وفيما كان الجميع يرصُد السقف الذي سيصله هذا الاشتباك، تدخل جنبلاط لوقفه. فتوجّه إلى «جميع الرفاق والمناصرين مطالباً بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية مع تيار المستقبل»، ومُرفقاً تغريدته بصورة لمنشر غسيل، قبلَ الإعلان عن اجتماع عقد بين الوزير السابق غطاس خوري وأبو فاعور بوساطة من رئيس مجلس النواب نبيه بري خلص الى التوافق على وقف السجال الإعلامي بين الطرفين.
وفيما استغربت مصادر «الاشتراكي» ردّ الحريري وهجمة نوابه، قالت إن «العلاقة مع المستقبل لم يحصل فيها تطور إيجابي، لكن في الوقت نفسه لم يحصل أي شيء يستدعي كل هذه الحملة»، معتبرة أن «ما قاله أبو فاعور كان ودياً وينطلق من الحرص على التاريخ الذي جمع جنبلاط بالحريري». فيما رجحت أن يكون السبب «ذيول ما حصل في شحيم، ولا سيما أن البلدية حصل فيها انتخابات بعد الخلاف على المداورة، وربما النتيجة لم تأت على خاطر الحريري». من جهته، يحمل تيار المستقبل النائب جنبلاط مسؤولية ما نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» عن «تدهور العلاقة بين جنبلاط والحريري»، وقد اتهم مستقبليون جنبلاط بأنه مصدر الخبر. ومن الواضح أن تيار المستقبل لا يزال يقف عند رسالة الواتساب النصية التي توجه بها جنبلاط الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قبل نحو أسبوع، وضمّنها إساءة إلى الحريري، ثم عاد واعتذر عنها.