على وقع الانتخابات الداخلية في التيار الوطني الحرّ، شهدت الأيام الماضية حركة اجتماعات واتصالات مكثّفة بين التيار وحزب القوات اللبنانية، فيما أُعلن عن مؤتمر صحافي سيعقده رئيس حزب القوات سمير جعجع الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم، من دون الافصاح عن أي تفاصيل بشأن مضمونه.
واستقبل رئيس تكتّل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون مساء أمس موفد جعجع إلى الرابية، رئيس جهاز التواصل في القوات ملحم رياشي، بحضور النائب إبراهيم كنعان. وعلى ما علمت «الأخبار»، فإّنه تمّ الاتفاق على استكمال اللقاءات بين الطرفين، تمهيداً للقاء حاسم سيعقد اليوم بين التيار والقوات من شأنه أن يبتّ بصورة نهائية ملف رئاسة الجمهورية. وأشارت مصادر لـ«الأخبار» إلى أن «اللقاءات اليوم مستمرة، وعلى أساسها، في حال تمّ الاتفاق، من المرجّح أن يكون مؤتمر جعجع مرتبطاً بالإعلان عن الاتفاق». من جهة ثانية، تردّد مساء أمس أن عون قد يزور معراب اليوم، على أن يتبع ذلك إعلان جعجع ترشيح عون في المؤتمر الصحافي ليلاً. لكن مصادر مطلعة على تفاصيل العلاقة بين الرابية ومعراب نفت ذلك. وفيما حرصت أوساط قوى 14 آذار على التأكيد، خلال اليومين الماضيين، أن «الأجواء بين التيار والقوات سلبية»، وأن «المبادرة الرئاسية بينهما تعطلت»، وأن «(الوزير) جبران باسيل يسعى إلى تعطيل المسعى الرئاسي بين عون وجعجع»، أكدت معلومات لـ«الأخبار» أن «لا شيء محسوماً بعد»، وأن «الطرفين يتكتّمان على أي شيء يتعلق بالمبادرة الرئاسية في انتظار اجتماع اليوم».
بدورها، لفتت مصادر في تيار المستقبل إلى أن «كل محاولات المستقبل لدفع جعجع إلى التراجع عن خيار ترشيح عون للرئاسة لم تنفع». وأكدت مصادر مستقبلية زارت معراب أخيراً أن «رئيس القوات أبلغ الموفدين إليه من قبل (الرئيس سعد) الحريري أن قراره لم يعُد مرتبطاً بقرار ترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية رسمياً، وأن الحسابات المسيحية تخطّت التحالف مع الحريري بأشواط». ولفتت المصادر إلى أن كلام جعجع جاء رداً على الرسالة المستقبلية التي تبلغها الأخير، بأن «ترشيح فرنجية بالنسبة إلى الحريري هو قرار استراتيجي لا يستطيع التراجع عنه، وإن كانت الأمور مجمّدة في هذه المرحلة، فيما هو بإمكانه التخلي عن خيار ترشيح عون لأن الأمر بيده». وأكدت المصادر أن «الطرفين لم يستطيعا حتى اللحظة الوصول إلى مساحة مشتركة للتفاهم»، علماً بأن «الاجتماعات والاتصالات لا تتوقف، لكنها لا تنفع». وكشفت المصادر عن اجتماع سيعقد في اليومين المقبلين بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان في منزل الرئيس سعد الحريري، في وسط وادي أبو جميل، لمتابعة النقاش. ويأتي هذا الاجتماع «استكمالاً للاجتماعات التي يعقدها الطرفان بشكل دوري منذ أن دخلت العلاقة بين المستقبل والقوات مرحلة التوتر».
على صعيد آخر، لا تزال «عودة الحكومة إلى الحياة» مرهونة بمحاولات الوصول إلى اتفاق على مسألة التعيينات الأمنية، التي لم تشهد أي تقدّم حتى الآن مع مرور عطلة نهاية الأسبوع من دون أيّ مشاورات بين الأطراف المعنية، فيما أكّدت مصادر وزارية متابعة أن «هناك فرصة هذا الأسبوع للبحث أكثر في مسألة التعيينات وإجراء المزيد من المشاورات للوصول إلى حلّ، في ظلّ سفر الرئيس تمام سلام». وأشارت المصادر إلى أن «التوتّر السياسي الذي تطوّر بعد إطلاق سراح (الوزير السابق ميشال) سماحة لا يفترض أن يؤّثر في سير التفاهمات العامة في البلاد، ومن ضمنها موضوع الحكومة الذي يسعى الرئيس نبيه بري إلى حله بكافة الطرق الممكنة، على قاعدة أن ما يطلبه عون ليس بالأمر الكبير، وأن عون قدّم الكثير من التنازلات». وقالت المصادر إن «أجواء التصعيد على ما يبدو ستبقى محصورة».
واستمرت أمس الانتقادات والتصريحات الموجّهة إلى المحكمة العسكرية على خلفية إطلاق سراح سماحة، ومن المتوقّع أن يتابع فريق 14 آذار تنظيم التجمّعات والاعتصامات في المناطق اعتراضاً على خطوة محكمة التمييز العسكرية. وفيما دعا جعجع إلى تحويل الملفّ إلى المجلس العدلي، اجتمع كلٌ من مستشار وزير العدل، محمد صعب، ومستشار وزير الداخلية لشؤون السجون، العميد منير شعبان، مع لجنة الموقوفين والسجناء الإسلاميين في المبنى «ب» في سجن رومية، وتمّ الاتفاق «مؤقتاً» على تعليق الاضراب المفتوح عن الطعام الذي أعلنه السجناء، لـ«إفساح المجال أمام جهود وزيري العدل والداخلية لوضع حدّ لهذه التصرفات ولإعادة الأمور الى نصابها»، بحسب بيان صادر عن مكتب الوزير أشرف ريفي.