84 مباراةً دولية خاضها قائد منتخب لبنان السابق عباس عطوي. هو اللاعب الأكثر تمثيلاً للمنتخب الوطني. خلال مسيرته الكروية، فاز عطوي بعشرين لقباً مع نادي النجمة. وصل معه إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، سجّل أكثر من ثمانين هدفاً وصنع أهدافاً لم تُحصَ، لكن أقصى ما وصل إليه مع منتخب بلاده، كان التّأهّل إلى التصفيات النهائية لكأس العالم «البرازيل 2014»، وتسجيله الهدف التاريخي في مرمى كوريا الجنوبيّة. اليوم، يلعب الشقيقان ألكسندر وفيليكس ميلكي مباراتهما الثالثة فقط مع المنتخب، وستكون في بطولة كأس آسيا. البطولة التي لم يُشارك فيها عطوي خلال 84 مباراة و14 سنةً دولية. هُما، إلى جانب باقي «رجال الأرز» سيمثّلون جيلاً قدّم الكثير للبنان لكن لم تسنح له فرصة المشاركة في الحدث الآسيوي الكروي الأكبر، وسيحاولون تعويض إخفاق جيلٍ أسبق، والتّأهّل إلى دور الـ16، ومحطّتهما الأولى قبل الوصول إلى الهدف، ستكون بمواجهة المنتخب القطري.
يحتاج المنتخب إلى تحقيق نتيجةٍ إيجابيةٍ اليوم تُعطيه دفعاً معنوياً قبل المباراتين مع السعودية وكوريا الشمالية

على ملعب هزاع بن زايد في مدينة العين، يلتقي المنتخب اللبناني مع نظيره القطري، في أولى مبارياتهما ضمن المجموعة الخامسة بكأس آسيا. صافرة الحكم الأولى تنطلق في السادسة مساءً بتوقيت بيروت، ومعها ينطلق الحلم اللبناني، من العاصمة ومُدن الوطن، إلى خارج الحدود، وصولاً إلى الملايين في الاغتراب. بشعار «رجال الأرز قادمون»، يسعى اللاعبون والجهاز الفني المرافق، إلى تخطّي فارق الإمكانيات مع خصمهم، وتحقيق فوزٍ هو الأوّل على المنتخب القطري، والأول كذلك في البطولة. تحظى المباراة الافتتاحيّة لكلّ منتخب بأهميةٍ كبيرة. من خلالها تُقدّم المنتخبات أنفسها، وتوجّه رسالة إلى منافسيها، قد تكون إيجابية أو سلبيّة، بغض النظر عن النتيجة أحياناً. لقاء قطر يُعدّ مفتاح التأهّل إلى دور الـ16. لا بأس بمواجهة الواقع، وإدراك أن الخسارة في هذا اللقاء، ستعقّد المهمة كثيراً، وذلك لأن المواجهة مع السعودية تبقى أصعب، كما أن النتائج التي حُققت في بعض المجموعات، لا تصب في مصلحة المنتخب، وذلك لأن هناك اتجاهاً لتحقيق منتخبات كثيرة أربع نقاطٍ واحتلالها المركز الثالث، وهو الذي يُؤهّل أربعة منتخبات إلى الدور الثاني، برفقة الأول والثاني عن كل مجموعة.
بجميع الأحوال، يحتاج المنتخب إلى تحقيق نتيجةٍ إيجابيةٍ اليوم تُعطيه دفعاً معنوياً قبل المباراتين مع السعودية وكوريا الشمالية، خاصةً أن عامل اللياقة البدنية سيكون له دورٌ مهم في الأيام المقبلة، والفريق على أتمّ الجاهزية للمباراة الأولى.

أوراق رادولوفيتش
لا يُتوقّع أن تشهد تشكيلة المونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش أي مفاجآت، فالمدرب لم يُغيّر الكثير من اللاعبين في المباريات الماضية، باستثناء اللقاءات الثلاثة الأخيرة، التي اختبر فيها معظم لاعبيه. الرسم التكتيكي بات واضحاً، (5-2-3) يتحوّل إلى (3-4-3) في الحالة الهجوميّة. الأكيد أن مهدي خليل سيحرس المرمى، فيما تبقى الخيارات مفتوحة في خط الدفاع، خاصةً مع انضمام الشقيقين ملكي إلى التشكيلة، إذ من الممكن أن يُشارك ألكسندر كظهير أيمن، ويُعتمد على علي حمام في قلب الدفاع برفقة جوان العمري ونور منصور، أو قاسم الزين، وربما معتز الجنيدي. جميعهم كانوا لاعبين أساسيين في المباريات الماضية، ولم يُلازم أي منهم مقاعد الاحتياط أكثر من مباراتين. أما في مركز الظهير الأيسر، فيُرجّح الاعتماد على وليد اسماعيل، على اعتبار أن «رادو» يعتمد على مهارات حسن معتوق الفرديّة في الهجوم، من دون مساندةٍ من معه على الخط عينه، ولو أن خيار قاسم الزين يبقى مُتاحاً. محور الارتكاز، على اعتبار أن الخطّة غير مبنية على لاعب وسطٍ هجومي، يشغله غالباً هيثم فاعور وفيليكس ملكي، أمّا في الهجوم، فتبقى الأمور مرتبطةً بمدى جاهزية محمد حيدر للقاء الأول، وهو يلعب على الجهة اليُسرى، وبإمكان نادر مطر أو ربيع عطايا تعويض غيابه إذا حدث، فيما يُقابله معتوق، وأمامهما باسل جرادي بدلاً من هلال الحلوة. يبقى في يد رادولوفيتش أوراق عدّة ليلعبها، لمفاجأة الخصم، أو للتغيير، أبرزها نادر مطر وسمير أياس وحسن شعيتو «موني» وعدنان حيدر والحلوة.

خطّة اللعب
على الرغم من وجود ثلاثة لاعبين في الهجوم، إلا أن اثنين منهما سيكون لهما دور دفاعي، تماماً كما حصل في لقاء المنتخب الأوسترالي. حسن معتوق ومن يُقابله على الجهة اليسرى، سيساندان خط الوسط في الحد من الهجمات على طرفي الملعب، والانطلاق بالهجمات المرتدّة التي ينتظرها جرادي. الأخير يعتمد على مراوغاته وسرعته وعلى الجناحين في الوصول إلى المربّع الأخير، وهو قادرٌ على صناعة الخطورة برفقة معتوق. التكتّل الدفاعي يُلزم الفريق المنافس بلعب الكرات العالية، التي تبدو سهلةً على ثلاثي قلب الدفاع اللبناني، بما أن الثلاثي أحمد علاء الدين عبد المتعال، وأكرم عفيف وحسن هيدوس، لن يتفوّقوا غالباً في الكرات الرأسية، فيما تبقى الخطورة قائمة عبر المُعز علي. نقطة الضعف الوحيدة تكمن في ضعف المساندة الهجومية، ففاعور مُلتزم بالدور الدفاعي، فيما قد يكون لفيليكس في حال لعب أساسياً بدلاً من مطر، أريحية في التقدّم قليلاً. أما دور الظهيرين، خاصةً الأيسر، فيقتصر عادةً على الواجبات الدفاعية.
مدرب المنتخب القطري الإسباني فيليكس سانشيز، لم يعتمد بدوره في المباريات الماضية على رسمٍ تكتيكيٍ واحد. (4-3-3) هو الرسم الأقرب الذي قد يبدأ به لمواجهة لبنان، مُعوّلاً على عفيف وهيدوس وعبد المتعال في الهجوم، وبيدرو كوريا وعبد الكريم الحسن كظهيرين، برفقة طارق سلمان وبوعلام خوفي في خط الدفاع، يتقدّمهم عبد العزيز حاتم وعاصم ماديبو وكريم بو ضياف، مع إمكانية إرجاع هيدوس إلى خط الوسط، وإشراك المعز علي بدلاً منه.