في الوقت الذي تجرى المشاورات في شأن هدنة خمس سنوات بين «حركة المقاومة الفلسطينية ــ حماس» والعدو الإسرائيلي، قصف جيش العدو اليوم نقطة رصد تابعة لـ«كتائب القسام» الذراع العسكرية لـ«حماس» في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، مدّعياً بأن المقاومين أطلقوا النار عليه. أسفر القصف الصهيوني عن استشهاد مقاومين هما أحمد مرجان (23 سنة)، وعبد الحافظ السيلاوي (23 سنة). وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة، إن «شهيدين نُقلا إلى مستشفى الأندونيسي شمال القطاع حتى اللحظة».
بدوره، قال جيش العدو الإسرائيلي، إنه «رداً على تعرّض قوة عسكرية إلى إطلاق نار من شمال قطاع غزة، قامت دبابة بقصف موقع حماس الذي أطلقت منه النيران». وأضاف الجيش: «سيتحرك جيش الدفاع ضد أي نية هجومية وأي اعتداء ضد قواتنا»، محملاً «حماس» مسؤولية «كل ما يحدث في قطاع غزة أو ينطلق منه».
«حماس» و«الجهاد الإسلامي»: إسرائيل مسؤولة عن التداعيات
حمّلت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، اليوم الثلاثاء، في بيان، إسرائيل مسؤولية عن تداعيات استشهاد القساميّين.
وقال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم: «نحمّل الاحتلال الإسرائيلي تبعات كل هذا التصعيد(...) ونؤكد مجدداً أن المقاومة لا يمكن أن تسلّم للاحتلال بفرض سياسة قصف المواقع واستهداف المقاومين من دون أن يدفع الثمن، وأنها قادرة على قض مضاجعه وجعله لا يعرف الهدوء».
بدورها، أكدت حركة «الجهاد الإسلامي»، «حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه والرد على تلك الجريمة التي ارتكبها الاحتلال». واعتبرت الحركة أن القصف الإسرائيلي «استخفاف في الجهود الإقليمية الدولية المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار بغزة»، في إشارة إلى مساعي مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف ومصر، للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار. كذلك، قالت إن القصف «يكشف هشاشة العروض المطروحة من أجل التوصل لتهدئة».
بيان توضيحي من «القسّام»
وفي وقت لاحق، أصدرت «كتائب القسام» بياناً أعلنت فيه أن الاحتلال يحاول تبرير «جريمته عبر اختلاق الأكاذيب والمبررات الواهية التي لا تنطلي على أحد». وأوضحت أنه «في تمام الساعة 10:35 من صباح اليوم الثلاثاء (...) انطلقت مناورة تدريبية في موقع عسقلان التابع لكتائب القسام شمال القطاع، بحضور لفيفٍ كبيرٍ من الأهالي وقيادة حركة حماس، وقد تخلل المناورة عددٌ من الانفجارات، كما شارك فيها اثنان من القناصة هما الشهيدان عبد الحافظ السيلاوي وأحمد مرجان». وقالت «القسام» إن الشهيدين «كانا يعتليان برج إنزال وبحوزتهما قطعتي سلاح من نوع دراجنوف، ويطلقان النار باتجاه عددٍ من الشواخص داخل الموقع كجزءٍ من سيناريو المشروع التدريبي، وفي تمام الساعة 10:40 صباحاً قام العدو باستهداف برج الإنزال بقذيفةٍ مدفعيةٍ، مما أدى إلى ارتقاء مجاهدينا».
وأضاف البيان أن «كتائب القسام إذ تعلن عن هذه التفاصيل التي تبين كذب رواية العدو وما نشره من صور حاول من خلالها تبرير جريمته، فإنها تنظر بخطورةٍ بالغةٍ إلى هذا الحدث الإجرامي وتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عنه».