قبل أقل من أسبوع على موعد انعقاد جولة جديدة من محادثات أستانا، يتواصل تطبيق اتفاقات التسوية في محيط دمشق وحمص، التي تحمل مزيداً من المسلحين والمدنيين إلى مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري، حيث تطبّق مفاعيل اتفاقات «خفض التصعيد». ووفق الإيقاع الذي يسير به تطبيق الاتفاقين في جنوبي دمشق وريف حمص الشمالي، من المرجح أن تكتمل مرحلة الترحيل من الجيبين قبل انعقاد اللقاء المرتقب في العاصمة الكازاخية، في موازاة مسار مختلف في مخيم اليرموك والحجر الأسود، حيث للمعركة ضد «داعش» ــ لا المفاوضات ــ الكلمة الفصل. وسيكون لاجتماع أستانا المقبل دور بارز في تحديد طبيعة المرحلة المقبلة على الأرض، ولا سيما ما يخص وجهة العمليات العسكرية المقبلة للجيش السوري، بعد تأكيدات عديدة من دمشق لتصميمها على استكمال الحرب ضد الإرهاب، بما في ذلك ضد «هيئة تحرير الشام» الناشطة في إدلب وريف حلب.
أفاد «التحالف» باستئناف العمليات البرية ضد «داعش» شرق الفرات

وفي انتظار بيان ما ستفضي إليه تحضيرات الجولة المقبلة من المحادثات، تستمر عمليات إجلاء المدنيين والمسلحين من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، إلى الشمال، على الرغم من التأخير الذي يشهده دخول الحافلات عبر مدينة الباب نحو مدينة جرابلس الحدودية في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأمس أُخرجت 58 حافلة عبر جسر الرستن، كدفعة ثانية، بعد خروج 62 حافلة أول من أمس. وبرغم استهداف محيط نقطة خروج الحافلات بقذيفة صاروخية من داخل مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، فقد استكملت عمليات التفتيش والتدقيق في اللوائح الاسمية للخارجين إلى الشمال. كذلك تابعت الفصائل تسليم سلاحها الثقيل استعداداً للمغادرة ضمن دفعات لاحقة. وبدا لافتاً أمس ما نقلته أوساط معارضة عن منع تركيا والفصائل العاملة معها في مدينة الباب، دخول أكثر من 4 آلاف من المدنيين والمسلحين ممن خرجوا من ريف حمص ومحيط دمشق، إلى المدينة في طريقهم نحو جرابلس. وفي موازاة تنفيذ الاتفاق في ريف حمص، انتُهيَ من فتح وتأهيل الطريق الدولي حمص ــ حماة حتى بلدة تلبيسة، عبر إزالة السواتر الترابية والإسمنتية ليصبح هذا الجزء جاهزاً للخدمة بعد تأمينه من قبل وحدات الجيش، على أن يستكمل العمل على الطريق شمالاً حين الانتهاء من تنفيذ الاتفاق. وفي محيط دمشق الجنوبي، أُخرِجَت 37 حافلة من بلدة بيت سحم بعد تجميعها وتفتيشها، لتضاف إلى 218 حافلة أُخرِجَت على خمس دفعات سابقة، في وقت يتابع فيه الجيش عملياته في منطقتي الحجر الأسود واليرموك ضد تنظيم «داعش». وتركزت الاشتباكات أمس في القسم الشمالي من الحجر الأسود، بالتوازي مع تكثيف سلاح الجو استهدافه لمواقع المسلحين في اليرموك. وفي السياق نفسه، أعلنت الأمم المتحدة، أن أكثر من 8 آلاف شخص قد تم إجلاؤهم من محيط دمشق الجنوبي منذ الرابع من الشهر الجاري. وأضاف المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، نقلاً عن «مصادر محلية»، أن الجانب الحكومي سمح بخروج «أعداد من المدنيين من مخيم اليرموك، بمن فيهم المرضى والجرحى، نحو (بلدة) يلدا المجاورة»، مبدياً استعداد وكالات المنظمة الدولية لتقديم المساعدة إلى المدنيين في بيت سحم وببيلا ويلدا ومخيم اليرموك «إذا سمح لفرقها بالدخول».
وعلى صعيد آخر، يحقق الجيش وحلفاؤه تقدماً على حساب «داعش» في البادية الجنوبية لمدينة الميادين، التي تضم تجمعات سكنية صغيرة ومعزولة يتمركز فيها مسلحو التنظيم. ويأتي التحرك في محاولة لمنع «داعش» من تنفيذ هجمات جديدة على بلدات وادي الفرات. وبالتوازي، أعلن «التحالف الدولي» أن «قوات سوريا الديموقراطية» استأنفت عملياتها الهجومية البرية ضد «داعش» في مناطق شرق نهر الفرات، قرب الحدود العراقية. وقال نائب قائد «التحالف» فيلكس غيدني: «هذا الأسبوع، وإثر زيادة الضربات الجوية للتحالف ضد آخر المناطق الخاضعة لسيطرة داعش، استأنفت قوات سوريا الديموقراطية هجماتها». ووفقاً له، فإن المرحلة الأولى من العمليات تهدف إلى تأمين الجزء الجنوبي من الحدود السورية العراقية، بالتنسيق مع القوات العراقية. وبالتوازي نشر المتحدث باسم «التحالف» ريان ديلون، تسجيلات لغارات نفذتها طائرات من سلاح الجو العراقي، لمساندة العمليات ضد «داعش» في الأراضي السورية والعراقية على حد سواء.