نشرت مجلة «ذي إيكونومست»، البريطانية، تقريراً عن العلاقات السعودية ــ العراقية واستثمارات السعوديين في بلاد الرافدين، ومدى تأثيرها في علاقات بغداد مع طهران. وجاء في التقرير أنه مثل هذه الأيام قبل عقود عاد السعوديون مرة أخرى إلى جنوب العراق، حيث تضع المملكة اللمسات الأخيرة على قنصليتها في مدينة البصرة. وأشارت إلى أنه قبل غزو الرئيس السابق صدام حسين للكويت في عام 1990، كان الخليجيون العرب يحتفلون على ضفاف نهر «شط العرب» جنوبي العراق، مشيرة الى أن «كثيرين منهم قد امتلكوا فيلات ومزارع حول البصرة وتزوجوا عراقيات، وبعد ثلاثة عقود من القطيعة يبدو أنهم قرروا العودة».

ولفتت المجلة إلى أن الخطوط الجوية بين السعودية والعراق عادت أيضاً للعمل مرة أخرى، حيث وصل عدد الرحلات إلى 140 شهرياً. وبحسب المجلة، فإن ولي العهد محمد بن سلمان، بدأ في تحريك المملكة بعيداً عن منطقها الطائفي، فعام 2015 كان مركزياً في إعادة العلاقات الدبلوماسية التي أثمرت إعادة فتح الحدود بين البلدين في العام الماضي. وذكر التقرير أن ولي العهد أيضاً بدأ نقل الأموال من سياسيين سُنّة إلى شيعة أكثر تأثيراً، فاستقبل زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، ووزير الداخلية قاسم الأعرجي.
وأشارت إلى أن التركيز الأكبر على مدينة البصرة، التي تعد المحافظة الأغنى في العراق، وانطلاق السعوديين في المشروعات العملاقة في المدينة قد يسهم في تنافسهم أو تغلبهم على الإيرانيين، مشيرة إلى أن «المسؤولين العراقيين يأملون أن يموِّل السعوديون مشروعات طرق ويعيدون استخدام أنابيب نفطية».
ورأت المجلة في تقريرها أنّ «دولاً خليجية أخرى ترى العراق كثقب أسود من الفساد، لكن الأمير الشاب محمد بن سلمان، ربما كان أيضاً يفتقد الصبر الاستراتيجي لرؤية ما ستؤول إليه مبادرته». لكن إذا كان السعوديون يأملون تحقيق انتصار سريع، «فإن أول مباراة كرة قدم في العراق بين منتخبه الوطني والسعودية ستظل محفورة لفترة طويلة».
(الأخبار)